اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلية السورية تهاني مشعل : بفرشاتي اعالج الخلايا الجمالية للمرأة المصابة بالسرطان

 

قراءة نقدية/علي صحن عبدالعزيز

صفة الأشياء التي تتعامل معها التشكيلية (تهاني مشعل) أنها تراقب الأشياء المحيطة بها بصمت ومغامرة فنية ،وأحيانا أخرى تريد أن تحاكي واقع المجتمع عندما تفتقد المرأة جزء من مكملات أنوثتها ،هذا التعبير هو وسيلة للتعريف بجمال المرأة المكتنز في عدة زاوية منها ،فليس الجمال هي المعينات التي نشاهدها ،وإنما روح المرأة وطبيعتها المتفحتة مثل الاقحوان يوم بعطر جديد ، وهكذا جاء أعمالها عن المرأة المصابة بسرطان الثدي ،لتقدم لنا شجاعتها رغم حالات الموت المتربص ،حينما تكون الإبتسامة مقابل الألم ،والدمعة أمام عشق الحياة والغفوة أمام الإستيقاظ، هذه الأشياء نتلمسها على سطح لوحاتها بكل روح التحدي والكبرياء .

 

معادلة التضحية

سؤال يتردد على الكثير من متابعي مدونة التشكيل ،هل بالضرورة أن يواجه التشكيلي ما يحدث أمامه بصراحة واضحة ؟ فإذا كان التكوين الشخصي يمكنه من طرح إشكاليات جديدة ،فإن التشكيلية تهاني مشعل ،قد واجهته بسلاح فرشاتها والتي
إلبستها جلجاب الإصرار والشكيمة ،فليس من السهل على امرأة مصابة بمرض سرطان الثدي،إن تكتب عناوين صعبة تثبت قدرتها على إكتساح الزيف بأن جمال المرأة يكمن في شكلها الخارجي ،بل يكمن في أسرار وخفايا شخصيتها العنيدة والمتمردة ،فليس من باب المستحيل الشفاء منه ،لتتذوق المرأة طعم الحياة المطرزة بالأمل والارادة .

إنطلاقة جديدة

بعيدا عن سر لوحة (تهاني مشعل) موضع قرائتنا النقدية ،فإننا نؤكد بأن إحساسها العقلي وعصاميتها الفولاذية ،هي الثورة التي تسارع إليها أغلب التشكيليات لإحاطة المتلقي بمنهجها الانساني في بناء حضارات وثقافات العالم ،وما قدمته في لوحاتها هو طريقة تناولها لهذا المرض الخبيث، لأن الثبات على الإيمان وقهر جبروت السرطان هو الأمل الممزوج بالصبر والإبداع ،حيث تقول عن لوحاتها :هي تعبير عن مريضة سرطان الثدي في هذا المجتمع الشرقي(الذكوري) الذي بنظره إن المرأة ناقصة فماذا لو حصل النقص فعلا بجسدها ، مريضة السرطان أنثى ،والأنثى جبارة أرض خصبة لايعني نقصها بأنها إنتهت، فهي مازالت مليئة بالكنوز ،جميع ألوان وتراتيب الكون كلها منبعثة من تماوج خصل شعرها .

التشكيلية في سطور

تهاني مشعل من مدينة حمص السورية/ طالبة كلية الفنون الجميلة /مرحلة ثالثة ،ظروف شخصية وما عانته سوريا أبعدتها عن عشقها الأول للرسم، لكن الشغف يبقى موجود فيها كالجمر يحتاج الريح والجو الملائم للإنتفاض ،وهذا ماحدث بعد ما عاد القليل من الأمن لمدينتها، قدمت على الشهادة الثانوية من جديد ونجحت ومباشرة سافرت على المدينة والتي لا تعرف أي احدا فيها أو مكان فيها للتقديم إلى إمتحان القبول الاول في كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين، ورغم انها لم تأخذ الوقت المخصص للإمتحان مثل باقي المتقدمين للامتحان ، مما يقتضي أن تخرج من نصف الوقت حتى ترجع للمدينة كما وعدت والدها، ورغم أنها كانت متوقفة عن الرسم لفترة( ٧ سنين ) كانت تعاني فيها من حرب ذاتية والحرب في بلدها التي اشغلت تفكير الجميع ، وقد كانت غير مهيئة بشكل الكافي لبقية لدورات في الرسم ،وطريقة رسمها بالفطرة وقليل من ترجمة الإحساس لأنها كانت من الناجين ،وأبتدت مشوارها بالدراسة والتعرف على الفن ومعنى كلمة فن ،حيث لم تنتظر أحد لتأخذ الشهادة الأكاديمية ، وهي الآن تتلقى دعوات بمجال المعارض من فنانين كبار غايتهم التواصل بين الجيل القديم والجيل الصاعد لتنهض سوريا من جديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق