اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو
الحسين ..رمز الحب والعشق السماوي

رئيس التحرير – عماد نافع
هل يمتلك ” الدم ” كل هذا السحر والعظمة والعشق الالهي الغير متناهي ؟
سؤال مهم جدا , فالكثير وليس البعض لايدرك المعنى الحقيقي للحب , او العشق , بالرغم من تفسيراته التقليدية لهذا العنوان الكبير , فيعتقد واهما ان الحب يتقاطع مع الدم والموت , وهو عملية ارتباط بين قلبين , وفي الغالب يكون بين ” رجل وأمراة ” مايسمى بالحب العذري , ولايدري ان مفهوم العشق اكبر وأشمل وأوسع من هذا الاطار الصغير , لأن الحب الحقيقي يعني العطاء بدون مقابل , ان كان كذلك نستطيع القول ان الامام الحسين ” عليه السلام ” هو الرمز والانموذج الحي للعشق الالهي . فلم يحدثنا التاريخ الانساني ولا الاسلامي بعطاء وتضحية تفوق ماقدمه الامام الحسين ” ع” من قرابين يو م عاشوراء ,
سألني احدهم يوما عن تعريف ” الحب ” , فأجبت سريعا , ودون تردد , الحب هو ” الحسين “, فاستغرب صاحبي كثيرا من هذه الاجابة , والا كيف للدم والموت ان يكونا رمزا لقمة العواطف والمشاعر الانسانية ؟!!.
فالحب يعني العطاء المطلق من العاشق الى المعشوق بدون مقابل . وهذا ماقدمه الامام الحسين يوم عاشوراء بعد ان قدم القرابين تلو القرابين الى السماء , وأي قرابين , اولاده , اشقائه , اصحابه , حتى طفله الرضيع ذو الستة أشهر لم يسلم من الذبح , وكأني به ” عليه السلام ” يقطع رأسه بيده ويقول : خذو من رأسي ماشئتم دما ومساجدا …..ولاتنسوا تقوى الله ووصايا احمدا .
ولا غرابة اذا قلنا ان الامام الحسين “ع” رمزا للعشق السماوي والحب اللامتناهي , لانه ” عليه السلام ” كان يذوب بمعشوقه الاعلى وهو الله سبحانه وتعالى , ورسالة السماء اكدت ان ” الحب ” هو الطريق الاقصر الى الله سبحانه , فاذا كان الله سبحانه هو الحب ..فكيف للحسين ان لايكون رمزا للحب على الارض , وجده نبي الرحمة ” صلوات الله عليه واله ” وأبوه هبة الله للانسانية ” عليه السلام ” .
هذا العشق الحسيني للسماء انعكس بشكل لافت على جميع اصحابه يوم الطف , الذين تسلحوا بالايمان المطلق بيد انهم عشقوا الشهادة واستعجلوا الموت ليكونوا في مركب العشق الملتحق بالسماء , مركب لايدركه سوى الذين يحملون قلوبا لاينبت فيها سوى الحب .
وهي رسالة الى العالم الانساني أجمع من اراد ان يكون في مركب الامام الحسين ” عليه السلام “, في أي زمان او مكان من هذه الدنيا , عليه قبل كل شيء ان يتسلح بالحب , ليجتث الاحقاد والتراكمات العصبية ووساوس الشيطان , ليلتحق مع الكواكب المضيئة والخالدة ابد التأريخ شهداء واقعة الطف ” ع” .