اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شومنوعات
الى جواد محسن ..حين ينهض قلم الرثاء

بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
هدأت أقلام النعي والتعازي على مواقع التواصل الاجتماعي، هدأت النفوس قليلا مع بقاء حرقة الفراق وسط قلوب الأحبة وهي تودع الجواد الذي ملأ الوسط الفني والثقافي عطاء ونثر محبته ضحكات في قلوب الاصدقاء والزملاء والجمهور الذي أحبه بكل صدق ووفاء، أحب الجميع دون استثناء، لانه هو الاستثناء، قلبه لايعرف للضغينة سبيلا. عشقه المثقف وغير المثقف، بوصفه مطربا من الجيل الذهبي، وحصد لقب مطرب المهرجانات الثقافيةأو مطرب المثقفين وأحرز القابا اخرى كثيرة، لم يكتف بالغناء بل كان ساردا مرموقا عشق خط الفلسفة وكانت له رسائل صوفية، كتب الشعر وحوله الى رسائل لكن ليست للاخرين…. نعم هدأ كل شيء بعد فاجعة الفقد لينهض قلمي وهو يجهش بالبكاء فينثر حبره دمعا حارقا على روح لم ولن تتكرر كثيرا. و سأسرد الان جانبا بسيطا من حياة د جواد محس، وعلاقتي به التي امتدت لاكثر من ثلاثة عقود دون أن تتوقف يوما او ساعة، لأن روحه العذبة الاحلى من البرحي، لاتدع لك أية فرصة للاختلاف معه، وان حصل شيء بسيط يبادر هو سريعا لدغدغة مشاعرك بكل حب، لينهي الخلاف فورا. .مشتركات كثيرة كانت تجمعنا، بالاضافة الى تقارب الشكل والشبه الكبير كما يراه الاخرون، عشقنا عبد الحليم حافظ في وقت مبكر جدا، كنت ارسمه، وهو يغنيه حتى المقالات الفنية التي تكتب عن تجاربي في اهم المجالات العراقية أجد صورته بدل صورتي، لتوهم المصمم ذلك , اغضب فيقبلني، أضحك، ونضحك معا، لم نهتم الى النجومية ولم نسعى اليها بقوة، بل كان همنا هو قيمة المنجز الفني والادبي، وتحقيق حضور مميز في ساحة الابداع، في اغلب معارضي التشكيلية الخاصة في قاعات بغداد كان حاضرا بابداعه، مرة مع عادل الهاشمي ” رحمه الله ” المغرم جدا بجواد ومرة اخرى مع الفنان الكبير محمد جواد اموري ، وقاعة نادية للفنون التشكيلية شهدت لنا اربعة معارض تشكيلية خاصة، لم يتخلف عنها جواد، وفي الفترة الأخيرة بات يدفعني بقوة لافتتاح المعرض التشكيلي “الـرابع عشر” في قاعة كولبنكيان، ووعدني بوصلة غنائية خاصة للمعرض. كان يخشى على صحتي وأخشى عليه أكثر وبعد جهد جهيد أقنعته أن نذهب الى جراح القلبية ليفتح شريانا مؤجلا كان فيه انسداد ولكن للأسف كان يسوف الأمر باستمرار لأيمانه بقدر الله سبحانه وتعالى ولكن هذا القدر لم يمهلنا طويلا، فكان أسرع من الرحلة العلاجية المرتقبة، ليسرق منا قلبا انقى من النقاء، وروحا تعشقها ملائكة السماء لجمالها ولولعها بالحب والتسامح والسلام .
رحمك الله يااخي يا جواد، رحمة واسعة واسكنك الفردوس لتهنأ روحك بالسلام الابدي.
ستبقى حاضرا في قلبي وروحي و في ذاكرتي ماحييت .