اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
التشكيلي منعم الحيالي : المرأة ومعاناة الإنسان ..حاضرة دائماً في أعمالي

حاوره /علي صحن عبدالعزيز /وكالة فضاءات نيوز
المتأمل في لوحات التشكيلي (الحيالي ) سيجد أكثر من رسالة يحاول إيصالها عبر فضاء التشكيل ، فالمنجز الفني الذي يشتغل عليه إستسقى مادته من الواقع العراقي وهموم الإنسان والمرأة ، وتلك الأدوات في مجملها فيها إنتقالة مغايرة تحاكي الواقع عن قرب ، كما أن التوظيفات الجمالية التي جاء بها تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات والرؤى ، والتي تعكس خلجات (الحيالي ) ومدى إنسجامه مع أبناء مجتمعه ، ومما يزيد من حضور لوحاته هو وعيه وفهمه لرسالة هذا الفن النبيل ، وكذلك تحمله هذا العبئ منذ بداية عقد الثمانينيات ولحد الآن .

* أرى في أعمالك متأثرة بالبيئة ، هل تساهم في بروز أعمالك فيما لو إنتقلت إلى منطقة أخرى ، أتحدث هنا عن تأثير البيئة بكافة معانيها ؟
– البيئة والأحداث الأجتماعية لها تأثيرها على كل فنان ضمن إختصاصه ، لأنها تبرز وتبلور رؤيته الخطابية التشكيلية في طرح النتاج الفني والتي لها الأثر الأيجابي في شخصية المتلقي ،وتأثر البيئة والطبيعة في خلق رؤية الفنان حين يتفاعل معها والتأثر بجمالها وعناصر وهنالك العلاقة الجدلية بين الفنان والطبيعة من أجل خلق قيمة جمالية إبداعية للمنجز الفني.

* تعاملك مع الضوء ، يحمل دلالات ومعاني عن لغة تعبيرية واضحة ،كيف تعاملت معه؟
– تعد الأضاءة في اللوحة الفنية من العوامل المهمة في تحقيق التباين وتدرج الضوء والتي تبدو أكثر نصوعا”في مفردات الموضوع ،فهي كفيلة بأن تبرز الموضوع الرئيسي ومنحة الأهمية والأولوية للفت النظر وسحب المتلقي إليه وهنا نتطرق لأعمال فنية عظيمة تعد من أروع الأعمال في سيادة الضوء والظل على التأريخ هي في أعمال الفنان العظيم الهولندي الأصل رامبرنت (1606/1669) وهو يعتبر ملك الضوء ، في عصرنا الحديث وخاصة فنون ما بعد الحداثة أصبح الضوء حالة ثانية أذا ماشاهدنا الأعمال الحداثوية لم يعد أساسياً .
* بعض ما يطرح من موضوعات ، يصعب على المتلقي العادي إن يفهمها ، أما ترى بأن تكون هنالك وسطية معتدلة في هذا الموضوع؟
– بصراحة اليوم الفن التشكيلي أخذ جانب كبير من التطور في الأساليب الحداثوية والفنان حين من جوه الفني بالضرورة شرح أعماله ،السبب هو جعل المتلقي يكون جزء من اللوحة والموضوع وهناك بعض من الأعمال لا تحتاج لتفسير أو كتابة عنوان وقراءة اللوحة تتبع وتعتمد على ثقافة المتلقي والمشاهد يقول المرحوم الفنان الكبير جواد سليم أنا أرسم ديك هل من الضروري أن أكتب عنوان ،اللوحة تجمع مفردات ودلالات رمزية هي جزء من الخطاب الجمالي والبصرية للموضوع ولكل متلقي قراءة وتحليل .
* الرسم التجريدي والسريالي يكاد يكون طابع خاص بموضوعاتك ، هل معنى هذا أنك تتعامل مع النخبة؟
– الحقيقة أنا أشتغل على أسلوب الواقعية التعبيرية الحديثة والتي هي أقرب المتلقي من فهم ودراية القيمة الجمالية لمعاناة الأنسان والمرأة وما يطرح من أنفعالات مجتمعية ، وقد تميزت أعمالي بهذا الاسلوب والذي شكل خطوة واحدة أسلوبية راقية ورائعة جدا حسب رأي الفنانين والناقد والمتلقين ،وهذه لم تأتي في يوم وليلة ، إنما هي نتاج خبرة ومشاركات في المعارض الشخصية والجماعية وهي رؤية خطابية تشكيلية.
* حينما تكون في صومعة لإنجاز لوحة ما ، إلى أي مدى تبوح بمشاعرك وأحاسيسك إتجاهها ؟
– كل عمل فني إبداعي رصين وناجح في نظر المتلقين والنقاد هو نتيجة معاناة وصبر وقراءة للموضوع ،فحين ابدأ الرسم أنقطع عن العالم وأعيش حالة من العشق والرومانسية مع اللون والفرشاة والقماش الأبيض واللوحة غير مرتبطة بوقت أو زمن بل هي رسالة أنسانية وجمالية ومشروع تجتمع به كل مقومات النجاح والإحساس والخبرة ، فالتكوين البصري في لوحاتي هو تعبير عن سمو الذات والأرتقاء الوجودي في تجسيد فلسفة اللون والشكل.
* بعض التشكيليين قاموا بإنشاء مواقع إنترنت خاصة بهم لعرض أو بيع لوحاتهم ، إلا تعتقد بأنها حالة من ضياع رسالة التشكيل ، إذا غضضنا الطرف عن ضعف الحالة الإقتصادية إليهم؟
– بصراحة هذا المواقع الألكترونية تؤشر سلبا في سمعة التشكيل العراقي ،لأنه هنالك أعمال هابطة لا تحمل الهوية الوطنية العراقية للفن ، حيث وجود سماسرة لتسويق بعض الأعمال أو نقل أعمال لفنانين مميزين في الساحة التشكيلية أو يراد منها الشهرة أعلامياً بالرغم من أن اللوحة والمعرض الشخصي يكلف الفنان مبالغ وجهد أستثنائي .
* ثقافة بعض التشكيليين ربما تكون ضعيفة في الحوار ، كيف يمكن تنمية هذا الجانب عندهم ؟
– أغلب الفنانين يمتلكون ثقافتهم التشكيلية والمعرفية ، وقسم من الأسماء مميزين لكن في بعض اللقاءات والحوارات الثقافية تراه يتلكأ ، عموماً الفنان التشكيلي قليل الكلام ،لماذا؟ ، لأنه يعيش مع مفردات الرسم والعزلة في صومعته ، ولكن القراءة والحوارات تضيف خبرة وثقافة إليه.
* إنتشرت ظاهرة سرقة فكرة الأعمال التشكيلية بالفترة الأخيرة ، ماهو خطابكم لجمعية التشكيليين العراقيين بالحافظ على حقوق مبدعيها ،وخصوصا بحكم موقعكم الوظيفي؟
– هذه الظاهرة موجودة لدى الفنانين في محاكاة لأعمال فنانين عالمين يعني نقل العمل ،لكن بشرط يذكر أسم صاحب اللوحة حتى لا يعتبر سرقة بل هي دراسة للعمل ، أما بالنسبة الحفاظ على ملكية الفنان الإبداعية لا يوجد حتى في قانون نقابة الفنانين المعدل سنة ١٩٦٩ ينص على الحفاظ على الملكية الخاصة للفنان .
* حينما تكون حاضرا في إحدى معارض أصدقائك التشكيليين ، هل تجامل لو رأيت عمل لا يستحق عرضه ؟