قسم السلايد شومحلي

صالات البليارد …وباء آخر يداهم المناطق الشعبية

مطالبات بضروة أبعاد قاعات البليارد عن المدارس

 (     ضرورة تحديد أوقات عمل القاعات ومراقبتها بدقة      )

فضاءات نيوز – علي صحن 

بعد أن كانت المكتبات العامة ملاذ لتبادل وتنمية الثقافة ،لأجيال الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات ،جاءتنا صالات ألعاب البليارد بكراتها الخمسة عشر لتجعل أبناءنا تحت سطوة (الگيوب) ،والأبتعاد عن مواكبة الدراسة وخصوصا بين فئات طلبة مرحلة الإبتدائية ،وطامة المشكلة حينما تكون بالقرب من مدراسهم .
تركنا هذه المأساة وذهبنا ميدانيا إلى بعض صالاتها ،وحاولنا أن نأخذ صورا للشباب ونلعب معهم (گيم) فالبعض روادته الشكوك بأن غايتنا غير اللعب ،وقد أختبرنا بكيفية مسك (الگيوب) ونعترف بأنهم كانوا أكثر شطارة منا ،فأصبح الموقف حرجا معنا وكان لابد من الكشف عن مهمتنا الصحفية .
جولتنا كانت في مناطق جميلة وحي طارق ومدينة الصدر ،وما رصدناه من تواجد فيها يختلف من حيث الأعمار والمستوى الثقافي ،بل هنالك طلبة مدارس للمرحلة الابتدائية ،وسط مراهنات على مصروفهم اليومي ،وبمتابعة تفوق أداء واجباتهم الدراسية ،ضجيج القاعة مدويا ،فهذا ينادي على صديقه بأنه قد أخطأ بتسديد الكرة نحو زاوية الطاولة ،وذلك يزعل من صديقه لأنه قد إستعان بصديقه والتي تسمى فيما بينهم (تقفيص وغش) ومجمل فعالية اللعبة التي لا تستغرق خمسة دقائق ،بأن المباراة تعتمد على ذكائك الميداني في إسقاط ما مجموعه (51)هدفا في مقر الشبكة والتي تتوزع في زوايا عديدة من الطاولة ،والمعلومة التي حصلنا عليها أن تسلسل الكرات يبدأ من رقم 1-15 وكما قلنا وقت المباراة لا يتجاوز أكثر من خمسة دقائق كحد أقصى ،ويكون الخاسر الوحيد هو الذي يدفع الثمن.
تساؤلات كثيرة
طرحنا سؤالا واحد مشتركا على أصحاب تلك القاعات ،أما تلاحظون بأن مبلغ (الگيم)الواحد ربما يكون مرتفعا بالقياس إلى مدة اللعبة ،إجوبتهم أختلفت فذلك يدعي بأن نوعية طاولة البليارد و(الگيوب) هو الذي يحدد ثمن اللعبة ،وهذا الكلام جاء قاله لنا محمد بدر ،صاحب مقهى وبليارد تفاحة في منطقة جميلة ، وأضاف قائلا :هنالك أمور كثيرة تتدخل في تحديد سعر اللعبة للشوط ،ومنها وجود الأثاث والديكور الخليجي ووسائل التبريد ،بالإضافة إلى بعض التحسينات في القاعة .
كرستيانو في اللعبة
مازلنا في منطقة جميلة ضمن تجوالنا الميداني ،دخلنا على حين غرة إلى قاعة بليارد (كريستيانو)إستغربنا ما علاقة لاعب كرة القدم بهذه اللعبة ،اجابنا (أبو يوسف ):لم نكن نقصد زج اسم هذا اللاعب الدولي لغرض الترويج لكرة القدم ،ولكننا استغلنا شعبيته لكسب بعض روادنا من إعمار دون الخمسة عشر عاما ،كما أننا نلصق توقيعه على قميص او تيشريت هؤلاء ،ولعرض ترويج اللعبة ،فقد طبعنا وعلى نفقتنا الخاصة فانيلات مطبوع عليها صورته ،هذا ما يرده البعض منهم ،كما يقولها أبو يوسف !.
مشاكل متعددة
توجهنا صوب مدينة الصدر ،تبادلنا كلمات الترحيب مع عادل ناصر ،فقال لنا :نحن نعاني من مشاكل عديدة في هذه المهنة ،وهي اتهامات الأهالي إلينا بضياع مستقبل أولادهم ،وكان علينا الدفاع عن أنفسنا أمامهم كما يقولها (ناصر) فنحن لم نذهب الى بيوتهم وسحب أولادهم إلينا ،ولكنهم يأتون بأنفسهم وليس من المنطقي ان نطردهم او نأخذ موافقة آبائهم الخطية بذلك ،لأننا على باب الله وملتزمون بدفع بدلات ايجار شهري تصل إلى (سبعمائة وخمسين ألف دينار شهريا ) ماعدا الادامة المستمرة للأثاث والاشتراك بشبكة الإنترنت ،ودفع أجور العمال والكهرباء وصيانة القاعة بين فترة وأخرى ،ماعدا تبديل البليارد كل سنة حيث يستهلك ونشتريه بمبلغ يتجاوز مليون ونصف المليون دينار من شارع الرشيد .
غياب الطلبة
ما أحزنني واجهتني من موقف كنت إتمنى بأنني لم اشاهده ،ياسر وعماد ،اصدقاء يلعبان أكثر من نصف ساعة تقريبا ،ووقعت انظاري على كتبهم المدرسية وهي مرمية على نافذة قاعة البليارد ،بادرتهم بالسؤال:أليس الأفضل إليكم الذهاب إلى مدارسكم و استلام الكتب ،نظر إلي وقال :يا استاذ وزعوا علينا كتابين الجغرافية والعربي والبقية لحد الآن لم نستلمها ،وابائنا يطلبون منا الذهاب إلى المدرسة ،والأخيرة مخبوصة بتنظيم الصفوف والطلاب ،وبصراحة اقولها اليك ،فقد وجدتها فرصة أمامي حتى نقضي الوقت هنا ثم نذهب بعد ساعتين إلى بيوتنا ،أما صديقه عمار فكان لديه جواب آخر لسؤالنا ،أجد نفسي هنا أفضل من مقاهي الناركيلية ،لسبب ان أغلب المتواجدين هنا هم بمستوى أعمارنا ،بالإضافة إلى عدم وجود نادي للشباب في منطقتنا حي طارق ،ماعدا وجود مقاهي الناركيلة بكثرة .
مهمة حرجة
رغم كل التبريرات التي سمعتها ،لكنني لم أجد جوابا شافيا لمزاولة هذه اللعبة من قبل الكبار ،فبعضهم يقول أنها لعبة تعتمد على سرعة المناورة في اصطياد المرة التي تأتي بأكبر عدد من النقاط والبالغة (51)نقطة ،كامل أبو سجاد (كنك البليارد)هكذا يطلق عليه بالتسمية ،سألته وبتحفظ ما الذي تربحه من هذه اللعبة ؟ اشعل سيكارته وقال لي:

لاتتصور أننا نلعب لغرض التسلية وضياع الوقت ،فهنالك مراهنات يدفعها الخاسر منا تصل إلى مبلغ (مئة ألف دينار)ما عدا دفع أجور اللعبة ،ونحن نبقى حتى ساعات متأخرة من الليل ،إلى أين نذهب ؟
كروبات سياحية
لم نكتفي بجولتنا في المناطق الشعبية ،بل غادرنا إلى مناطق أكثر ترفا ورخاء مثل مناطق المنصور أو الكرادة ، إستعنت بأحد الأصدقاء وخابرته بشأن مهمتي ،فقال لي بمزحة اذا ربحنا سوف نتقاسم المبلغ ،فقلت له بأنني لا اجيدها مطلقا ،على أية حال دخلنا قاعة( بليارد نونه)في منطقة الكرادة وشاهدنا زبائن كبار في العمر عكس ما منا نتوقعه ،والرهانات قائمة ومحتدمة لتكون الجولة في الأخير سفرة سياحية إلى الشمال بكافة تكاليفها.
رأي آخر
احد الجيران لنا ،كان له رأيا آخر بالموضوع :اللعبة بالنسبة إلى صغار الأعمار تجعلهم بلا مستقبل ،كما أنها تحتاج إلى المال ،الأمر الذي بدوره إلى تشجيع الانزلاق في طريق السرقة لدى بعض طلبة المدارس وتسبب اضرار على مستوى العائلة ،ولذا نطالب بضرورة أبعادها عن مواقع المدارس خصوصا ،أما بشأن وجودها داخل المناطق الشعبية ،فيجب تجديد أوقات العمل بها ،لا ان تكون لاوقات متأخرة من الليل ،مع ضرورة متابعتها من الجهات المختصة ،وأخذ التعهدات اللازمة بذلك وتنظيم قواعد اللعبة بما يضمن سلامة أبنائنا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق