اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

” فضاءات نيوز ” تقتحم العوالم الجمالية في حياة الشاعرة المغتربة دنيا ميخائيل

 

بدأت تجربتي مع ” في سوق السبايا ” بداية مرحلة 

داعش الاجرامي وتحديداً بدأت مع حرف” النون “

حاورتها لـ” فضاءات نيوز ”  / كريمة الربيعي / بغداد
ولدت في مدينه بغداد /  الكرادة بغداد تخرجت من جامعة بغداد بكالوريوس ادب انكليزي واكملت دراستها العليا في جامعة  ” وين ستيت  ” حيث حصلت على الماجستير في الآداب الشرقية ,   تقيم في أمريكا منذ 1996 ,  حيث تعمل حاليا استاذة اللغة العربية والشعر في جامعة اوكلاند في ولاية مشيكان , انها الشاعرة العراقية القديرة دنيا ميخائيل , التقتها ثقافية وكالة ” فضاءات نيوز ” وكان لها هذا الحوار الممتع معها :

 


من شجعك على كتابة الشعر؟

– لم يشجعني أحد بالمعنى التقليدي لكلمة ”تشجيع“ إنما أثّرت فيّ كثيراً القصص التي كانت تحكيها لي جدتي على سطح دارنا في بغداد. كانت تنقلني ألى عوالم أخرى وجدتُ نفسي مفتونة بها. لم يكن في بيتنا كتاب آنذاك ولذلك صنعتُ كتاباً من خلال الدفتر الذي كنتُ أملكهُ. كتبتُ تلك القصص بطريقتي الخاصة ورسمتُها. بعد ذلك، في المدرسة الثانوية كانت الطالبات تناديني بالشعرة لأني كنتُ أكتب قصائد قصيرة على بطاقات أهديها لهن في أعياد ميلادهن.

في مجال عملك وحياتك الخاصة.. هل الشعر ياخذ حيزا كبيرا من وقتك؟

– نعم ولا. لا يُتاح لي ما يكفي من الوقت للكتابة فأنا أعملُ في التدريس. ولكن أقول ”نعم“ لأنه يأخذُ حيزاً واسعاً من تفكيري.

ماذا عن مجموعتك الشعرية ”الحرب تعمل بجد“ والتي وصلت القائمة القصيرة لجائزة غريفن العالمية؟

– حازت هذه المجموعة الشعرية على اهتمام القارئ الأمريكي من ناحية دخولها المناهج المدرسية وكذلك تحويلها إلى أعمال موسيقية.

كيف كانت رحلتك الخروج من العراق الي الأردن وهل واصلت العمل هناك؟

– بعد خروجي من العراق، بقيتُ في الأردن سنة تقريباً اشتغلتُ خلالها في جريدة ”المشرق“ المستقلة. لم أكن أعرف آنذاك إذا كانت الأردن محطتي الأولى أم الأخيرة ولكني تمكنتُ بعدها من الهجرة إلى أمريكا حيث التحقتُ بأمي وبعض أقاربي.

علي صعيد الشعر قصيدة ”يوميات موجة خارج البحر“ ممكن تحدثينا عنها؟

تلك كانت تجربة جديدة آنذاك في الوسط الثقافي العراقي حيث تتحدث عن الحرب على نحو مغاير لما هو متعارف عليه في الشعر العربي بشكل عام.

ممكن تحدثينا عن كتابك ”في سوق السبايا“ الذي ترجمه الكاتب ماكس وايس؟

بدأت تجربتي مع هذا الكتاب مع بداية داعش وتحديداً بدأت مع حرف واحد هو النون. رأيتهُ مكتوباً بالأحمر على أبواب “النصارى” كما يسمّونهم كتهديد لهم بأن يغادروا تلك البيوت التي سكنوها لأكثر من ١٤٠٠ سنة أو يُقتَلوا. هكذا بجرة قلم، كان عليهم أن يتركوا كل شيء خلال ٢٤ ساعة ويخرجوا بملابسهم فقط. أنا استجبتُ بقصيدة عنوانها “ن” فهكذا أستجيب عادة، بقصيدة. تصورتُ أن الموضوع انتهى لديَّ عند ذاك الحد ولكن داعش استمروا بأفعالهم الغريبة والشنيعة. هدموا القبور لأن كانت عليها صلبان وكتابات آرامية وعبرية. وأنا تذكرتُ قبر جدتي فهي من قرية تلكيف التي استولت عليها داعش. كتبتُ قصيدة أخرى بعنوان “قبر جدتي.” داعش لم يتوقفوا عند ذاك الحد. حاصروا سهل نينوى وسنجار وأخذوا النساء “سبايا” بعد أن قتلوا رجالهم. خرج أهل المنطقة (وخاصة الأيزيديون) في قافلة كأنها يوم القيامة. رأيتُ ناساً مذهولين يسيرون حفاة، يحملون على ظهورهم الأطفالَ والمسنين والمعوقين، وخلفهم غبار الطريق. لم تعد القصائد تكفي بالنسبة لي لأفرغ مشاعري. اختنقت. اتصلتُ بأقاربي لأطمئن عليهم فعرفتُ بأنهم صاروا من النازحين في اقصى الشمال. ثم قادتني المصادفاتُ إلى شخص كان قد أنقذ بعض “السبايا” في محاولته لإنقاذ أخته. كان هو أيضاً من بين الذين خرجوا في القافلة مع عائلته. عندما عرفتُ بأنه كان بالأصل مربياً للنحل وتفاصيل أخرى عن حياته، رأيتُ بأنه شخصية روائية بامتياز. اتفقنا أن يحكي لي قصص الناس الذين ينجح أو يفشل في إنقاذهم وهو وافق قائلاً بأن “أفضل مساعدة تقدمينها لنا هي أن توصلي صوتنا إلى العالم حتى يعرفوا ما يحدث هنا.” وهكذا، كان “عبد الله” (وهذا اسمه)، مثل شهرزاد، يحكي لي كل يوم حكاية وأنا أدوّنها. ولكن الفرق أن هذه حكايات حقيقية، ولو أنها أغرب من الخيال. بعد سنة من المكالمات المتقطعة بيني وبين عبد الله، ذهبتُ إلى العراق بعد عشرين سنة من مغادرتي للبلد وذلك من أجل إكمال الكتاب فقد شعرتُ بأن تجربتي ما كانت ستكتمل دونما مقابلتي للناس والتحدث معهم وجهاً لوجه.

زرتُ بعض المخيمات ووقفتُ عند حواف مقابر جماعية احتوت على عظام وجماجم رجال وجدّات وأحفادهن الملتصقين بهن .

كلمة اخيرة ؟

اتقدم بالشكر الجزيل لوكالة فضاءات نيوز ” ولك شخصيا لمتابعتك الدقيقية نشاطاتنا الادبية والشعرية داخل وخارج العراق 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق