اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو

” لا ” الحسين ….و ” نعم ” السماء

 

 افتتاحية / فضاءات نيوز – بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
حين قرر الامام الحسين ” ع” ان يقود رحلة العشق ألالهي , ركب سفينة الحب , الاكبر والاقرب الى الله سبحانه , كما تقول الروايات عن الامام الصادق عليه السلام الذي يقول : (مركب جدي الامام الحسين هو الاكبر والاسرع الى الله سبحانه)  , نعم اختار ابو الاحرار ” ع” الحب محركا لمركبه , ولاشيء غير الحب .

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا   : ” هل كان الامام  الحسين ” عليه السلام ” يعرف ثمن هذه الرحلة أو  لا ؟ “

احيانا يختار المرء القيادي مشروعا  سياسيا او اصلاحيا سواء كان  ثورة او انتفاضة او اي عنوان أخر , ويضع بحساباته عواقب هذا المشروع والثمن الذي ممكن أن يدفعه , واذا أراد ان يبالغ بهذا الثمن او العطاء حد الجهاد الأكبر يضع موضوع الشهادة من ضمن حساباته .

والجواب على ذلك هو ”  نعم ” , الحسين كان عارفا بمصيره ومصير من معه من ال بيته واصحابه , ومعهم  نساء واطفال , ومرضى ,  كان يعرف وبدقة متناهية , وكأن السماء عرضت على الامام الحسين “ع” فيلما تسجيليا لمأساته يوم الطف , قبل ان يقود رحلة العشق الالهي , بيد انه رفض كل الاقتراحات التي جاءت من حوله و كانت تنصحه بعدم الذهاب الى العراق , لان النتائج غير مضمونة , وقد تكون مأساوية , نعم . الامام الحسين كان يدرك تماما خطورة وعواقب  الرحلة لكنه كان لابد ان يقوم بها  على اكمل وجه , لان قرارها من السماء  .
يقول الامام الحسين “ع” : (  خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي ) !! .
 نعم الامام الحسين كان يعرف ان الرحلة ثمنها غالي جدا , بل اغلى ثمن ممكن ان يدفعه  الانسان  على وجه البصيرة , ويعلم  انه  هو  الفداء و القربان الحقيقي  لتثبيت تعاليم السماء على الارض  , وحتى لاتسيخ الارض بأهلها .

الحسين كان يجسد ذلك العشق بالكلمات التي تخرج من قلب العاشق  الى المعشوق : 

إلهي تركت الخلق طرّا ً في هواك
و أيتمت العيال لكي أراك
فلو قطعتني في الحب إربا ً
لما مال الفؤاد إلى سواك .
فأي حب عجيب  هذا الذي ملأ قلب مولانا الامام الحسين “ع”  لله سبحانه عز وجل !! ..
هنا جاء دور البرهان والاثبات  المادي لهذا  العشق لكي ينطلق برحلة الحب  الى عرش السماء , فكان عليه  ان يدفع الثمن كاملا , غير منقوص , وان يذبح ظمانا على نهر  الفرات , وحوله الـ بيته واصحابه اجساد بلا  رؤوس ,
والنار تضرم بمخيم النساء والاطفال امام عينه , وهو مثخن بالجراح , ويسمع نداء العقيلة زينب  يهز السماء :  
” وامحمدا ..وا عليا ..وا حسينا “
نعم هذا ثمن   أ عظم ” لا ” بالتاريخ الانساني التي انطلقت من معسكر  الامام الحسين لهؤلاء القتلة والمارقين  :
( لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد ) .

 ” لا ” الحسين قابلتها ,  ” نعم ”  السماء , وهي تقول : انت الفداء الحقيقي ياحسين ,  وهو بكبش يفتدى !! .

السلام على ذبيح الله , وقربانه ,  وعلى الكواكب السماوية الذين بذلوا مهجهم من اجل احقاق الحق , وفضح الباطل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق