اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
قصة قصيرة …” ارتواء “

- جعفر صادق الحسني
في لحظات حفتها سعادة اللقاء ، وشوق لامس الحنايا… حطت قربه بهدوء اليمام …مرت براحتيها الناعمتين على رأسه بلمسة أنثوية؛ تنفس الصعداء… انتشى ، تناغمت خفقات قلبيهما معلنة عن موعد جديد لعشق دام سنين. ضمأ شديد ، ولهفة للارتواء ، احتسى خمرا من عبق شعرها العسلي الملفوف ،ملأ أخاديد جمجمته… تفحص وجهها بمساحيقه الخفيفة، وشفتيها النديتين ، الحمراوين ، صبغ أظافرها الزهري اللامع.
– سيدتي وملكة جمال أحلامي السرمدية . جاهدت ابتسامة خجولة ،قضبان ثغرها الانيق… خرجت بالكاد… أضاءت وجنتيها سحرا، اخفت دونهما حريقا كامنا ما له انطفاء، تحاشت انبلاجه بجلد.
-لولا طلبك الملح، ما تجملت، لقد كبرت.
– لا … لا تقولي ذلك. – قاربت الخمسين. -لا زلت صغيرتي المدللة، وحبيبتي. دنت منه أكثر… مدت ذراعها المكتنز، لفته بحرارة.
– اشتقت اليك .
– انا كذلك، دونك اشعر بالوحدة.
رقدت بخدها المتورد، تحسس فيض دموعها الدافئة ، اجهشت بالبكاء.
– ساعدني.
– ساعديني انت. سمعت انينه السقيم من خلف عراجين صدره المتهالكة ، التصقت به بشدة … ارتوت… سكنت ،غفت، احست بتربيتةٍ على كتفها المثقل.
– امي ،اطلت قراءة الفاتحة على قبر ابي.