ثقافة وفنونقسم السلايد شو

علي نعمه ..ينتزع تاج الواقعية من غوستان

 

فضاءات نيوز  /علي صحن عبدالعزيز

سأنطلق بالكتابة عن التشكيلي علي نعمه ،من مقولة الفنان (مكسيم غوركي) إن الفن الأصيل يمتلك الحق بالمبالغة ،حقا سنتكلم عنه ليس بدافع المديح أو الترويج له ،ولكننا وجدنا في أعماله صدمات تشكيلية واقعية إنعشت قلب الفن التشكيلي وإعادته إلى الحياة مجددا ،هكذا يجب إن تكون الأعمال تنتزع ملكية إعجاب المتلقي بذهول وتمحو عنه ذاكرة تركات بعض اللوحات التشكيلية والتي يتسم بعضها بالسوقية وسوء الإختيار ،بل والاغتراب عن الواقع وموجوداته،فهو لم يختار مواضيعها كيفما يشاء ليسعفها بفضاءات مرئية غير منتهية ،بل أختار المدرسة الواقعية لأنها أقرب ما تكون من غيرها إلى المتلقي ،وكذلك لأنها أيضا ترصد تداعيات الإنسان ومشاكله السياسية والاجتماعية ،ليشبع نّهم الساحة الفنية والمتلقي إليها ،بعدما عانت من فترة ضياع وسبات طويلة .

إيقاع جديد
لقد استطاع علي نعمه ،المزج ما بين الواقعية المعاصرة والحداثة مع الابتعاد عن الرومانسية والكلاسيكية،حتى جاء بنمط جديد جسّد فيها مقولة الفنان الفرنسي (غوستان كوربيه)أنني لا أستطيع أن أرسم ملاكا لأنني لم يسبق لي أن شاهدته)إذن فالتشكيلي (نعمه )انتزع تاج الملوكية من (غوستان ) الرسام الأول عالميا بالواقعية بل جاءت تجربته الفطرية لتشكل مخيلة جديدة في الإنجاز التشكيلي العراقي مابعد عام 2003، فهو فنان ينحدر من عائلة فنية منغمسة بالألوان ،من أبرزهم عبد الرزاق نعمه ،ومما تقدم نجده يرسم لوحاته بمشاهد حية وروح شفافة مبنية عناصرها على التفاعل والوجدان.
ذائقة فنية متقدة
تأتي أعمال التشكيلي علي نعمه ،بومضات حكاياته الشعبية المكتظة بالرموز البغدادية وفسيفساء الأخرى للعراق ،بشاعرية وشغف ترفض التقليد أو الاستنساخ رغم ضحيج وزبوعة بعض الأعمال المطروحة ،ولذلك فإن الإحساس لديه يمتد في بناء لوحة إشبه ما تكون معلقة تشكيلية ، حيث يقول عن تجربته بل يسعى دائما بأن يجعل عين المتلقي تتحاور مع اللوحة فلسفيا وبصريا ،وهذا هو سر الإبداع الذي يمتلكه في إيجاد ذائقة خصبة للتعبير ،تمتلك هاجس يلفت الإنتباه إليه أينما يكون ،ضمن رؤية حددت ملامح شخصيته وانامله التي لا تعرف السكون والهدوء.
إعتراف أخير
علي نعمة من مواليد بغداد 1971 من عائلة مليئة برائحة اللاوان منذ طفولتي اتشاهد اخي الاكبر كيف يرسم وهذا اخوتي الباقين الذين اصبحوا تشكيليين معروفين مثل رياض نعمة وتحسين الزيدي، لم أدرس الرسم في حياتي بل عشقي له هو الذي دفعني أن أستمر ،وكنت في اليوم أرسم لساعات طويلة دون ملل او تعب ، مشاركاتي قليلة جدا لا تتعدى عدد الاصابع لكني حصلت على جائزة ذهبية في مهرجان أقيم على قاعة كولبنكيان عام 2015.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق