بقلم – رئيس التحرير
عماد نافع الخزاعي
بقلب حزين دامي تلقينا نبأ رحيل ركيزة مهمة ومن ركائز الشعر العراقي , بل لانغالي اذا قلنا انه القامة الابرز والاهم على مدى الخمسة عقود الماضية , انه الشاعر عريان السيد خلف , الذي رحل عنا اليوم دون ان يستقبل العام الجديد , كأنه يقول :
(خاف ازهك وفيضآ واكشف المستور ……..وافضح من حركتي اسرار ما تنباح….مامرتاح ) , بعد ان قلبنا كلمة ماترتاح لتصبح مامرتاح .
شاعرنا الاحب ولد في محافظة ذي قار في أربعينات القرن العشرين في قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف,
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود مضت , من العطاء الادبي الثر , ومن المواقف الوطنية الثابتة , لم يجامل او يهادن قط , حتى مع اصعب المواقف واكثرها دموية . اذكر له موقف في افتتاح احد معارضي التشكيلية الشخصية ” صمت الطبيعة وضجيج السكين ” , في قاعة من قاعات العاصمة بغداد , قال له احد الضيوف المرتبطين بفكر حزب البعث الصدامي : ( انا سعيد لانك صرت منا ) فرد عليه الشاعر عريان , بكل قوة : ( والله بعدني منا ) .
عريان شاعر الحرية , وضمير الشعب …وصوته الحر وأبنه البار…وتبقى اغنيته الابدية :
( ياعصر الفواتح يازمان الموت ….كافي من الذبح مو ناس ماظلت …..ضاكت كاعنا من قبور فوك قبور …..فوك قبور اهلنا قبورنا تعلت ) ..هي رثاء للشاعر والانسان عريان السيد خلف قبل ان تكون رثاءا للاحبة والزملاء الذين سبقوه في الرحيل الى فضاءات الرحمن . فرحمك الله ياابا خلدون …واسكنك الباري عز وجل فسيح جناته ….والهم ذويك ومحبيك الصبر وقوة الايمان والسلوان .
