اخر الاخبارثقافة وفنون
التشكيلية عادلة الإبراهيمي : العبث بالمواقع التراثية إستثماريا أسقط هويتها الأصلية

حوار /علي صحن عبدالعزيز
ما يوازي اختيار حوارنا مع التشكيلية عادلة الإبراهيمي ،هو رؤيتها وفلسفتها الفنية التي اثبتتها وعن جدارة منذ عقد الستينيات ولحد الآن ،والتي عكستها بقوة في أعمالها ،كما أن صفة حالتها الصحية تكاد تكون فريدة ،فقد أصابتها جلطة عصبية (شّلت)يدها اليمنى ،فكان لابد لها من التمرد على المرض وهزيمته،فأمسكت الفرشاة مرة أخرى وباليد اليسرى ،هكذا حينما يكون الإلتزام بمبدأ القضية إنسانيا وتربويا ،مبدأ نبيل ونزيه لا يقبل التأويل والتسويف،الأمر الذي قاد إن تكون أعمالها ذات دسومة تشكيلية ومتعددة المدارس ،ودون الإخلال بقواعدها العامة ،ونحن نستطيع القول بأن عادلة الإبراهيمي ،تمثل تحديا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،فقد تخطت حدود اليأس والوحدة ،ودون أن يغامرها الوهن والإحباط ،لأنها تمتلك غاية وهدفا لدور الفن التشكيلي في الحياة الإنسانية جمعاء.
*وراء كل عمل تقبع أزمة ما ،هل هذا يعني إننا لا نمتلك الفطرة الذاتية في التعبير عن اشيائنا؟
– ربما ليس هنالك ربط بين الأزمة والفطرة الذاتية ، ما يلزمنا في التعبير الفهم لهذا العالم المضطرب بأزماته ، وكوني فنانة أتفاعل مع ما يجري حولي بصورة أدق تعبيرا عنه باللون والموضوع لتكتمل كيانات لوحتي .
*أما ترين إن الأسلوب الانطباعي يمثل حالة مشتركة لأغلب الفنانين التشكيليين؟
– المهم في ذلك فهم الفنان للمدرسة الأنطباعية ، ولكل فنان أسلوبه الذي يدونه من خلال اللوحة في متنها الحكائي لتفاصيل المدرسة الأنطباعية .
*التشكيلي والمتلقي،هل هما نقضي طرفان لا يتفقان ،أم ماذا؟
– ليس هنالك أي تناقض مع المتلقي،وله الحرية في فهم اللوحة وتفسيرها وفق أدواته المعرفية ، وهنا ربما يصل إلى حقيقة ما يريده الفنان من أبعاد وقد يخطأ الفهم ، هناك سحر كامن بين الأثنين .
*ارى في أعمالك مساحة واسعة لموضوع التراث البغدادي ،ومسقط رأسك البصرة ،ما القاسم المشترك بينهما؟
– شغفت بالتراث منذ بداياتي الفنية ، وهو علامة بارزة في محافظات الجنوب وكذلك مع العاصمة بغداد ، وهذه الموضوعة صارت لدي هدف وأحتجاج على ما أصاب الكثير من المواقع التراثية للعبث الأستثماري التجاري الذي أسقط عنها هويتها الأصيلة ، وأعمالي رسائل لكل مهتم بالتراث البغدادي في صورة الشناشيل سواء في البصرة أو أي مكان أخر.
*الكثير من أعمالك تدافعين بها عن المرأة،أين الرجل منها؟
-الرجل كامن في كيان المرأة وهو موجود في كل محطاتها .
*بعد إصابتك بالجلطة والتي أوقفت عندك الرسم ،كيف تعبيرين عن ارهاصاتك الان؟
المرض لا يمنعني ذلك من المتابعة لكل معرض تشكيلي ، وكثيرا ما تجدني أتجول بفرح وأنتماء للون واللوحة ، وسيكون لي أكثر من عمل أضع فيها ما أشعر وأحلم .
* إختلاف الأجيال التشكيلية ،هل بالضرورة إن يرافقهم تطورا من ناحية المذهب التشكيلي ؟
-الثقافة ومتابعة والإطلاع على تجارب الأخرين ، سيكون له شأن تطوري في تجاربه وأدواته المعرفية لهذه الأجيال ، وسوف تكون قراءاته ذات وعي أزعم أنه يختلف ومغاير عن تجارب من سبقوه .
*يقول الناقد التشكيلي فهد الصكر ،بانك غادرتِ وجعك ،ماذا يعني بذلك ؟
-حينما أكون في وضع صعب ،فإنني أمسك بالفرشاة ، وأسعى لافتتاح معرض لي ،لأنه عالمي المليء بالسعادة والأمل ، وربما من هنا أنطلق الناقد التشكيلي ( الصكر) ليعبر عن ذلك من خلال ما كتبه عن معرضي الشخصي ” حياة ، فن ، تحدي ” يومها كتب عني ودموعه تملأ عيونه فرحا بمغادرتي وجعي .
*قراءتك للمشهد التشكيلي العراقي بعد عام 2003؟ -يقينا هنالك تطور ملحوظ في ما أقيم من معارض شخصية أو مشتركة ، خصوصا بعد أن فك عنه القيد ونال حريته بالتعبير ،بل أفرز تجارب شبابية رائعة تفتح أملا للمستقبل .
-لا أريد إن أثير وجعك الشخصي ،ولكنني أريد أعرف ماذا يمثل عمار البعاج عندك؟
-أثر وجعه لا ينضب حنينه ودفق حزنه ،أنه أبني فلذة كبدي،وبسبب رحيله إلى رحمة الله ،أصابتني الجلطة .
*حدثيني قليلا عن بدايتك الفنية؟
-حلما تبلور لي حقيقة سجلتها مدونات الشكل الحكومي كأستاذه ورسامة قدمت ما تحلم به .
*حمل الرقم 40 عددا لإحدى معارضك ،ما السر باختيارك لهذا العدد؟
-هذا الرقم يحمل منجزاتي الفنية قبل الإصابة وقد رسمتها بيدي اليمنى ،والآخر منه بيدي اليسرى بعد اصابتي يعني مناصفة.
*أرجو منك الصراحة ،ما مدى الإهتمام الذي إولته جمعية التشكيليين بعد إصابتك بالجلطة؟
– سأكتفي بالصمت وهو من يعبر عني .
-بما انك كنت مشرفة للنشاط التشكيلي لوزارة التربية ،ماهي إقتراحاتك لتطويره؟
-أتمنى أن يكون له حصة حقيقية في تفاصيل الدرس اليومي للطلبة .
-أبرز مشاركاتك محليا وعربيا ،وما الانطباع القائم عن المعارض حاليا؟
-شاركت في العديد من المعارض المشتركة داخل وخارج العراق ،وكان آخرها في دائرة الفنون التشكيلية عام 2016 بعنوان (حياة ،فن ،تحدي)
*لو وقفتي أمام المرآة ،ماذا تقولين إلى عادلة الابراهيمي؟
-أما آن الآوان للعودة ثانية للمشهد التشكيلي .
*متى يتفق السياسي مع الفنان ؟
– حينما يقرأ السياسي بوعي مشهد الثقافة ، عند ذلك ستكون هناك قواسم مشتركة بيننا .
*هل نلتِ نصيبك من الاهتمام الإعلامي وراضية عنه ؟
-ما كتب عني لا يمثل تجربتي برمتها ، بيد أني أطمح للكثير في قراءة أعمالي نقدا وبحثا .
*من اين جاءت تلك النقشات الفنية ورموزها بالشناشيل البصرية ،وهل مازالت قائمة الان ؟
– العراق زاخر بالفن والوعي ، وتاريخه موغل بالجمال ونحن فقط نعيد قراءته والتعبير عنه ثانية، كأكتشاف مدهش المعنى والحضور على سطح لوحاتنا .
كلمة أخيرة ؟
-اشكر وكالة ” فضاءات نيوز ” ،لانها اخرجتني من وحدة اعيشها بشكل يومي ،وقد أتاحت لي البوح والحب والأمل .
السيرة الذاتية للفنانة عادلة الإبراهيمي
• مواليد البصرة /1945،خريجة معهد الفنون الجميلة – قسم الرسم لعام 1965
• عضوة نقابة الفنانين العراقيين
• عضوة جمعية التشكيليين العراقيين
• مسؤولة قسم الفنون التشكيلية في مديرية النشاط المدرسي بديوان وزارة التربية سابقا.
-المعارض الشخصية:
1. عام 1976 / المعرض الاول في محافظة البصرة
2. 1983/ في مقديشو
3. في ديوان وزارة التربية
4. المعرض الرابع في البصرة
5المعرض الاخير(حياة ،فن ،تحدي) في دائرة الفنون التشكيلية عام 2016
المشاركات الفنية :
• المشاركة في عدة دورات فنية للفنون التشكيلية في بغداد والبصرة
• المساهمة في معرض الفنانين الاول لفناني البصرة المقام في بغداد 1968
• المساهمة في المعرض الثاني للفنانين البصريين في البصرةعام 1971
• المساهمة في معرض جمعية التشكليين في البصرة عام 1975
• المساهمة في اكثر معارض النشاط المدرسي في بغداد والبصرة.
• المساهمة في معرض دور الثقافة الجماهيرية في بغداد وبعض المحافظات
• المساهمة في معرض المؤتمر الاول لنقابة الفنانين في البصرة عام 1978.
• المساهمة في اكثر المعارض الخاصة للبوستر السياسي لدور الثقافة الجماهيرية والاتحاد العام لنساء العراق ونقابة المعلمين وشركة النفط الوطنية لعام 1975-1976-1977-1978
• المشاركة في معارض نقابة الفنانين العراقيين
• المشاركة في القاعات الفنية الاهلية.
• عرض ومشاركة في عمان والشارقة وقطر
• المشاركة في معرض الفنانات العراقيات بغداد -1978-1999-2009.
• مشاركات في عدة مناسبات في (مركز صدام للفنون سابقا) بغداد منذ عام 1987 لغاية 2009.
• المشاركة في معارض المرأة لوزارة الثقافة دائرة لفنون لعام 2009-2010 .
• المشاركة في معرض دائرة الفنون التشكيلية لوزارة الثقافة في كركوك عام 2010 .
• المشاركة في مهرجان الواسطي الدولي للفنون التشكيلية – وزارة الثقافة 2010.
مجال العمل الوظيفي
• معلمة التربية الفنية – مدرسة الفيحاء النموذجية – البصرة 1965
• مدرسة في معهد المعلمات في البصرة – لتدريس اصول التربية الفنية
• مشرفة فنية في النشاط المدرسي لتربية بغداد الكرخ – 1987.
• مشرفة تربوية 2000
• مسؤولة الفنون التشكيلية في ديوان وزارة التربية
النشاطات التربوية
• اقامة عدة دروس تدريبية ونموذجية في البصرة وبغداد
• طبعت لها ملزمة بعنوان ( النهوض بدرس التربية الفنية )
• طبع لها تقويم لرسوم الاطفال المتميزين بالرسم عام 2005
• القاء محاضرات فنية للمعلمين والمدرسين والمشرفيين الفنيين- لدورات مديرية الاعداد والتطوير
الاسلوب في العمل الفني
• الرسم التجريدي المبسط
• المواضيع تتناول – القباب – الاهله الاسلامية – الشناشيل – الازقة التقليدية – الشمس والنخلة الاشورية والحمامة – الوجوه السومرية الجميلة – الحلي التراثية التي تستعملها المراة
• المحور الجوهري للعمل الفني ( المرأة الشرقية )
• المحو للعمل يدور حول الحب والسلام في بلادي .