اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي
الدكتور سامر البوش المستشار الأكاديمي لدى وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية، يشرح تفاصيل برنامج التدريب والتأهيل الألماني الدولي الموجّه للعراق

تحقيق / علي صحن عبد العزيز
أكد الدكتور (سامر البوش) المستشار الأكاديمي لدى وزارة التعاون الدولي الألمانية، بوجود تعاون حثيث بين مشروع التأهيل والتدريب التابع لوزارة التعاون الدولي Building Bridges عن الجهة الالمانية وبين غرف الصناعة والتجارة وكذلك شركات القطاع الخاص عن الجهة العراقية ، وأشار الدكتور البوش بأن هنالك مجموعة واسعة من كبريات الشركات والمصانع العراقية ، وكذلك شركات ألمانية تعمل في العراق تتعاون مع برنامج التأهيل والتدريب الألماني لإستقطاب الشباب العراقي نحوها وتقديم الدعم اللازم من التدريب والتأهيل المتخصص من أجل إستحقاق فرص العمل هذه. جاءت هذه التصريحات في حوار صحفي ل (وكالة فضاءات نيوز ) .
* ماهي فكرة المشروع؟
– ضمن أجندة وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية، وبناءاً على الدور المهم للتأهيل والتدريب اللازم لمواكبة متطلبات وحاجات سوق العمل في العراق، جاء اقتراح البرنامج الألماني الدولي للتأهيل والتدريب الموجّه للعراق، وذلك لاستكمال الخبرات اللازمة للشباب العراقي سواء المتواجدين في المانيا أو في العراق، مما يمكنهم من الحصول على فرصة العمل المناسبة، الشركات العراقية والشركات الأجنبية العاملة في العراق تحتاج إلى عمالة مؤهلة ومتخصصة، لذلك فهي تتزود بالعمالة الأجنبية بدلاً من العمالة العراقية المحلية برغم زيادة تكلفتها، بينما يرى الشباب العراقيين مستقبلهم خارج العراق بسبب افتقادهم للخبرات اللازمة للعمل في الشركات العراقية والأجنبية والتي تتطلب إلى خبرات لايملكونها، هنا تتضح الفجوة التي تفصل بين الشباب الباحثين عن العمل (برغم أن كثير منهم أكاديميون أو خريجو معاهد مهنية وفنية) وبين فرص العمل المتاحة، وهنا يأتي دور البرنامج لردم هذه الهوة والأخذ بيد الباحثين عن العمل عن طريق تدريبهم وتأهيلهم التأهيل الذي يؤهلهم لاستحقاق الفرص المتوفرة في سوق العمل العراقي وبالتالي منافسة العمالة الأجنبية وبقوة.
* كيف يتم تأهيل وتدريب الشباب العراقي؟
-في الحقيقة سيتم التدريب والتأهيل وفق التقسيم الفئوي الموضح في خطة البرنامج، حيث سيتم تدريب الشباب العراقيين المقيمين في المانيا والراغبين بالعودة الطوعية إلى العراق، وسيتم تدريبهم في المعاهد والمؤسسات تعليمية في المانيا تتوافق مع المهنة التي يرغبونها وفرصة العمل التي يريدون الحصول عليها بعد مرحلة التدريب ويتبع تلك المرحلة مرحلة تدريبية تمتد إلى ستة أشهر في الشركة التي ستقدم لهم فرصة العمل،أما بالنسبة للشباب العراقيين المقيمين بالعراق فإن المرحلة الأولى ستكون في معاهد ومؤسسات تعليمية وفنية في العراق وتمتد لستة أشهر يتبعها مرحلة تدريبية في الشركة نفسها التي ستقدم فرصة العمل للمتدرب، وسوف تنتهي مرحلة التدريب العملي بتوقيع عقد عمل مع المتدربين وبأجور تتناسب مع الأجور السائدة في العراق.
* هل لديكم حالة رصد تجاه سوق العمل في العراق لغرض تأهيل اليد العاملة ؟
نحن نتعاون حالياً مع الوكالة الالمانية للتعاون الدولي في العراق وغرف الصناعة والتجارة بأكثر من محافظة عراقية كالبصرة وبغداد، ومن جهة أخرى هنالك تعاون مباشر مع مجموعة واسعة من كبريات الشركات العراقية والشركات الالمانية العاملة في العراق لرصد المهارات والخبرات اللازمة لهم، وبالتالي سيتم العمل على إستقطاب الشباب العراقي نحوها ودعمهم بالتدريب اللازم لإستحقاق هذه الفرص والحصول عليها،ولانزال نعمل أكثر لتحليل حاجات السوق العراقية للعمالة من خلال دراسات واستمارات نوزعها من خلال شبكة من العلاقات التي تتوسع كل يوم، ندعم بها قاعدة البيانات التي أنشأناها لهذا الغرض.
* بعد التخرج من الدورة، ماهي الآليات المتبعة لغرض إيجاد فرصة العمل لهم؟
-هنالك إتفاق مسبق مع إدارة الشركات لتدريب المتقدمين التدريب اللازم لتغطية حاجاتهم من العمالة المتخصصة، وبالتالي سيكون هنالك فرصة متاحة بنهاية مرحلة التدريب العملي, ولكن لدينا أيضا شركات تتعهد فقط بالتدريب ولا تقدم ضمانات أكيدة لمنح فرص توظيف للمتدربين لديها، وهؤلاء عددهم سيكون قليل نسبياً، إلا أن هنالك أيضاً فرصة الإستثمارات الفردية حيث يتلقى المتدرب الخبرات اللازمة لإفتتاح ورشته الخاصة أو محله أو شركته الصغيرة، وبالتالي يمكنه العمل بشكل مستقل لخدمة تلك الشركات من خلال نظام المقاولات وتقديم الخدمات عن طريق العقود بأشكالها المختلفة.
* حدثنا عن أهداف البرنامج من حيث الأهداف المرحلية والاستراتيجية؟
– يهدف البرنامج خلال العام 2019 وبعد إستكمال جميع إجراءات وموافقات البدء به من وزارة التعاون الدولي في المانيا، وكذلك الموافقة اللازمة من الحكومة العراقية إلى إنجاز التدريب والتأهيل لـ (400) باحث عن عمل، وطبعا هذا يلزمه إعتمادات مالية تقدرها وزارة التعاون الدولي الالمانية يُعتقد أن تكون أكثر من 10000 يورو لكل متدرب كحد أدنى ، أما الأهداف الاستراتيجية للبرنامج والتي ستأتي بعد تقييم مدى الأهداف المرحلة الأولى ،فهي إستيعاب مايصل إلى 4000 باحث عن عمل مع توسيع النشاط ليشمل كافة المحافظات العراقية والمساهمة بإعادة إعمار العراق من خلال بناء الإنسان.
* ممن يتكون فريق العمل، وماهي مؤهلاتهم الأكاديمية والمهنية بذلك؟
– فريق عمل البرنامج يتألف من مدير البرنامج السيد ميشائيل دوكر وهو مدير مشروع في الوكالة الالمانية للتعاون الدولي ويعمل في إطار التدريب والتأهيل الدولي منذ عدة سنوات، بالإضافة لكونه رئيس (أكاديمية ترياس) للتأهيل والتدريب في مدينة إيرفورت الالمانية، ويحمل شهادة بكالوريوس في التنمية البشرية, والدكتور سامرالبوش طبعا أتحدث عن نفسي حيث أعمل كمستشار أكاديمي لدى وزارة التعاون الدولي الألمانية ضمن مشروع التدريب والتأهيل، وحائزعلى شهادة دكتوراه في العلاقات الإقتصادية الدولية، ومتخصص في إدارة المشروعات الدولية من جامعة( بون راين زيك) في المانيا, والسيد (أندرياس هارت مان) وهو مختص في شؤون التنمية البشرية إضافةً لكونه محلل إعلامي متخصص في شؤون الشرق العربي، والسيد ابراهيم الحمد مدرِّب مختص بإدارة التنمية البشرية وهو مشرف مباشر على القسم العربي في برنامج التأهيل والتدريب، طبعا يعتبر هذا الفريق نواة إدارة البرنامج مما يعني أن هنالك المزيد من المدربين والأكاديمين سيتم الإستعانة بهم فور البدء بالبرنامج وحسب التخصصات المطلوبة.
* ماهي العلاقة بين المستوى الدراسي للمتدرب وفرصة التدريب أو العمل الممنوحة له؟
-البرنامج كما هو مخطط يركِّز على متوسطي التعليم (المهنيين) لأن لهم الفرصة الأكبر في الحصول على فرصة العمل ،إلا أن ذلك لا ينفي حصول ذوي التعليم العالي والتعليم البسيط فرصتهم بالتدريب والحصول على فرصة العمل المناسبة لهم، وكفرصة للحصول على تدريب ضمن البرنامج ليس هنالك أي تفضيل أو شروط مسبقة. * كيف يتم التقدُّيم إلى بالنسب
*كيف يتم التقدُّم إلى البرنامج للمتواجدين داخل العراق؟
-يمكن للراغبين بالانتساب للبرنامج إرسال البيانات الشخصية كالاسم والمواليد ومحل الإقامة والتخصص والمهنة المرغوبة وعنوان البريد الالكتروني ورقم الهاتف ليتم تسجيل بيانات المتقدم لدينا وبالتالي سيكون هناك تصور حقيقي حول التوجهات التي يجب التحرك نحوها وتصبح بالتالي إمكانية الوصول للراغبين متاحة وسهلة للبدء بعمليات التشبيك اللازم بين كل من المتقدمين والمؤسسات التعليمية والمهنية والشركات الحاضنة لعمليات التدريب المتخصص.
* ذكرتم أن فترة التدريب سنة كاملة، ماذا تتضمن تلك الفترة؟
-تُقسم فترة التدريب إلى مرحلتين المرحلة الأولى تمتد إلى ستة أشهر سيتم فيها رفع الكفاءة للمتدربين سواء من الناحية المهنية أوالتعليمية أو حتى فيما يخص مصطلحات العمل باللغة الأجنبية ووفقاً لاحتياجات المرحلة التشغيلية التي تلي مرحلة رفع الكفاءة، وهذه المرحلة طبعاً ستكون في مؤسسات تعليمية سيعلن عنها فور التعاقد معها سواء كانت داخل العراق او في ألمانيا، أما المرحلة الثانية وهي المرحلة التشغيلية فستكون ضمن الشركات المُشغِّلة وتمتد إلى ستة أشهر أخرى ومن المرجَّح أن تنتهي هذه المرحلة بإبرام عقود عمل مع المتدربين ووفقاً لموافقة الطرفين.
* هل يتقاضى المتدرب راتباً أثناء فترة التدريب، ومن يتكفل ببرنامج التدريب مادياً؟
-حقيقةً لا يتقاضى المتدرب أي رواتب أو مكافآت مادية خلال المرحلة الأولى، ولكن سيكون ذلك ممكناً في المرحلة الثانية وضمن ظروف التعاون مع رب العمل أو مدير الشركة التي سيقضي المتدرب فيها المرحلة التشغيلية قبل البدء بالعمل، ولكن ستلعب ظروف التدريب التشغيلي وعدد المتدربين في المجموعة الواحدة دوراً مهماً في تحديد فيما إذا كان هناك تعويضات مادية خلال فترة التدريب التشغيلية ستصرف للمتدربين أم لا،أما تكاليف البرنامج فكلها من موازنة وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية، ويتم صرفها وفق أنظمة وقوانين الوزارة. * في حال ثبوت الكفاءة الفردية للمتدرب هل يمكن فتح مشروع مستثمر مدعوم من قبلكم؟ -طبعاً هذه حالات ستكون مدعومة برأيي الشخصي من قبل رب العمل ومن قبلنا أيضاً، كأن يتم ترشيح المتدرب لدورات متقدمة في ألمانية، ولكن أن يكون هناك مشروع مموَّل من طرفنا لكل متدرِّب متميز فإنني لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال وأنا لا أملك الصلاحية في إقرار ذلك من عدمه.
* آخر إحصائية لديكم بشأن المتدربين، وهل يشمل الجنسين؟
-طبعاً البرنامج يشمل كلا الجنسين ولكن وفق آخر إحصائية قمت بتنظيمها حول المتقدمين تشير إلى تقدُّم خجول جدَّاً للنساء مقارنةً بتقدم الرجال حيث لم يبلغ عدد المتقدمات للبرنامج أكثر من 2 % من إجمالي عدد المتقدمين وهذا يعزى لأسباب اجتماعية وثقافية ودينية ضمن المجتمع العراقي.
* ما مدى تنسيقكم مع الدول الأخرى لدعم البرنامج؟
– مرحلة التنسيق مع دول أخرى لازال من المبكر الحديث عنها، لأن ذلك لايمكن أن يكون قبل الإقرار النهائي للبدء بالبرنامج وكذلك نحتاج إلى توجيه مباشر من قبل وزارة التعاون الدولي الألمانية للتحرك في هذا الاتجاه.
* هل لديكم موقع الكتروني, يمكن الاستعانة به لغرض الاستفسار؟
– لهذا الغرض تم تأسيس مجموعة على موقع فيس بوك تدعى (فرص تدريب وعمل للشباب العراقيين) وهي مجموعة عامة يمكن لأي شخص زيارتها ونشرنا عليها تفاصيل البرنامج وستكون هذه المجموعة في المرحلة اللاحقة منبر مهم جداً لإيصال المعلومات لجميع المتدربيين، وسيكون هنالك موقع جديد يخص البرنامج ولكن بعد استكمال إجراءات إقراره بشكل نهائي. * كلمتكم الأخيرة، ولمن توجهونها؟ – في نهاية هذا اللقاء أود أن أوجه كلمة تحمل معاني التحفيز لكل من يمكنه المساهمة بإنجاح هذا المشروع الداعم للشباب العراقي، حيث يحتاج شباب العراق في هذه المرحلة دعم كل من الحكومة والقطاع خاص والمنظمات المدنية، فالحكومة العراقية تستطيع تقديم التسهيلات اللازمة والمحفزة للمنظمات الأجنبية للقدوم إلى العراق وتقديم خدماتها، ومن ناحية أخرى يمكن تقديم برامج قروض ميسَّرة للباحثين عن العمل من قبل الحكومة العراقية، وهذا ما يرفد عملنا ويساعدنا في تحقيق أهداف البرنامج بدفع الشباب العراقي نحو الاعتماد على الذات وليس فقط البحث عن الوظيفة، من جهة أخرى أتمنى من أصحاب الشركات وأرباب العمل إتاحة الفرصة للشباب العراقي أكثر في إثبات إمكانياته باستحقاق فرص العمل المتاحة وتقليل التوجُّه نحو العمالة المستوردة، أما الشباب العراقي الباحث عن العمل فإن الانخراط في برامج التدريب والتأهيل والتي ستكون لهم بمثابة أساس قوي لحياة مهنية ناجحة فهي الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح.