فضاءات نيوز /علي صحن عبدالعزيز
لنكن واقعيين في هذا التحقيق الصحفي السريع والساخن ،ونحن نتناول قضية غياب الزوجة عن البيت لأي سبب كان،فالأمر لا يقتصر على تربية الأبناء وهو الجزء الأول من مهمات عملها ،ولكن قد يحدث سوء فهم بين الطرفين ،وفي غفلة ما تغادر الزوجة بيتها ،ربما تأخذنا نحن الرجال موجة العناد وعدم التنازل وإصلاح الامور إلى نصابها في اول أسبوع ،فنلجأ إلى الاستعانة بإحدى بناتنا ،ولكن هل تكفي ماتعلمته من أمها في إدارة شؤون البيت والقيام في جميع الواجبات،نحن نرى أن الأمور لاتجري مثلما كانت الزوجة موجودة في بيتها ،فهي تعرف أدق تفاصيل حياة زوجها من ناحية الطعام وترتيب الغرفة والمطبخ بشكل خاص ،وقد حاولنا في تحقيفنا الصحفي ان نأخذ رأي الطرفين كلا على انفراد ،ورغم سماعنا عدة آراء إلا أننا نقف على خط واحد من الجميع ،ونختم هذه المقدمة بتعليق لإحدى الزوجات ،ورغم مسحة الطرافة به لكننا وجدناه منصفا ،ليشعل الموضوع توهجا ويقطع تساؤلات عديدة ،بأن عدم وجود الزوجة بالبيت يعني الجحيم بعينه ،وهذا نص تعليق الزوجة ننقله بدون ذكر اسمها وإنما استعارة اول حروف اسمها ب.خ (تورطت ورحت خطار إلى بيت اهلي يومين ،وشاهدت المطبخ مقلوب وصاير خرده ،لعد اشلون اذا أبقى زعلانه سنه عند اهلي ).
حدث في رمضان
الموظف/محمد ياسر يقول : الى وقت قريب كنا في شهر رمضان المبارك نرى وجبات الفطور والسحور جاهزة ،ونحن نغط في نوم عميق ،وينتابنا غض الطرف عن تلك الجهود التي تبذلها الزوجة بالبيت في إعداد تلك الوجبات ،لنجلس ونتناولها في جو من الهدوء والاسترخاء ،ولكن حدث ما لا يخطر في بالي حيث توفيت عمتي ام زوجتي ،وهي تغادر البيت وتوصيني ،عيني ابو تبارك انتبه على البيت والأطفال والبنات تابعهن ،كنت أتصور أن الأمر سهلا ،ولكنني سرعان ما اكتشف أنه مزعج ويحتاج إلى صبر ،فتحملت تلك الأيام الثلاثة على مضض ،وانا أحوج ما اكون إلى زوجتي في إستعادة ترتيب البيت بعد ان أصبح اشبه ما يكون كحاجيات السوق المتناثرة هنا وهنالك،وأخيرا عادت لترتيب البيت وهي تطيل النظر لي ،وتتعلق بالكلام :عرفتك ما تدبرها ،وخابصني شنو شغل البيت قابل صاروخ ؟.
تجربة جديدة
أما حسام العبودي , مدرس مادة الرياضيات فكان له رأيا آخر عن تأثير غياب الزوجة عن البيت فيقول :غادرت زوجتي البيت لغرض مراجعة طبيبة الأسنان ،فتوليت القيادة بعدها وكانت وجبة العشاء غير جاهزة ،فبدأت اسأل اين القداحة وأين الملح وجملة من التساؤلات التي لاتنتهي ،لأنني لا أعرف تفاصيل أكثر عن الوضع في المطبخ ،حاولت قدر الامكان ترتيب العشاء وتقديمه إلى أولادي ،لكن الغريب وبعد كل هذا العناء والتعب لم يتناولونه ،لأنني لم أضع عليه الملح او اتذوقه بسبب مشاكل في الضغط ،ونسيت أيضا أن أشتري إليهم المصون ،بالإضافة الى صراخ ابنتي الصغيرة وهكذا عانيت تجربة اعترفت بمدى أهمية تدبيرها للأمور.
تعليم الاولاد
حمودي العزاوي , موظف متقاعد :كنت استمع إلى محاضرة عن دور الأب في مساعدة الزوجة وخصوصا فيما يتعلق بتعليمهم بعض دروس المدرسة ،فذلك يسألني عن حل هذه المسألة في الرياضيات ،وتلك تطلب مني إعراب بعض الكلمات في مادة القواعد ،وانا أحاول إبداء عدم تذمري من هذا الموقف ،حتى استشاطت أعصابي ولم املك هدوئي الذي يلازمني كثيرا في البيت ،فغادرته واتصلت بزوجتي وطلبت منها الحضور فورا ،لأنها كانت في زيارة أخوها المريض .
مسؤولية متبادلة
حاولنا تغيير موجة الموضوع إلى جانب آخر ،وهو أخذ رأي بعض الموظفات ،أم سارة تحدثنا عن مشوارها ومعاناتها في البيت فتقول :أنهض من النوم منذ الساعات الأولى منه ،لتبدأ اول الواجبات وهي إعداد وجبة الفطور الصباحي وتجهيز ابنتي ساره للذهاب الى الروضة ،ومن ثم كوي ملابس زوجي وإعداد وجبة الغداء وحفظها بالثلاجة وتنظيف أواني المطبخ والبيت معا،وكل هذه الأمور وانا اتحمل مسؤولية التقصير إذا حدث بسبب حالتي الصحية التي يمكن أن تحدث دون أي عمد.
رأي الباحثة الاجتماعية
إلهام ياسين :التغيير في تحمل حجم المسؤولية الملقاة على الزوجة ،اثر بشكل أو بآخر على الدور الذي تضطلع به بالبيت ،والمفروض بمنظمات المجتمع المدني ودعم الأسرة وكذلك الإعلام ،تسليط الضوء على تلك المشاكل وتعزيز جانب التعاون بين الطرفين ،وتخفيض الكثير من موازين تدبير إدارة البيت ،فهنالك الكثير من حالات الطلاق حدثت بسبب اللامبالاة أو الملل الذي يكون مع الزوجة ،ومن خلال وجودنا كباحثة اجتماعية نسعى إلى تقريب وجهات النظر وتحميل المسؤولية على الزوج أيضا ،وتضيف الباحثة إلهام قائلة :نحن نعيش بمجتمع شرقي وغالبا ما ينظر إلى المرأة بأن دورها يقتصر بالجانب الخدماتي بالبيت ،في حين أن التجارب التربوية وتنظيم الأسرة المعاصرة أوكلت تعزيز المهمة بتقاسم ساعات العمل بالبيت بين الزوجين والنهوض بأعباء المسؤولية ،
واستلام المهمة في حالة غياب احدهما ،فالتحرر من بعض الفوارق الاجتماعية أمرا مطلوبا لتعزيز أواصر المحبة وبناء الأسرة .
الأضرار الصحية
لمى صباح /اختصاصية نسائية :عمل الزوجة العراقية في البيت ليس مثاليا أو منصفا ،وهنالك إخفاقات كثيرة تحدث من جانب الزوج اذا لم التقصير كاملا ،ولذا فإن الكثير من الزوجات لديهن أمراض مزمنة في المفاصل والآلام الظهر ،بالإضافة إلى أمراض السكر والضغط ،إذا لم تصل بعض الحالات لإصابة بالانهيار العصبي .
لنا كلمة
حاولنا تسليط الضوء على معاناة الزوج في حالة غياب الزوجة عن البيت ،واستعرضنا الكثير من الآراء المؤيدة لأنصافها ،ولكننا على يقين ثابت بأن قدح القهوة أو الشاي لا يحلو تناوله إلا من تلك الأيادي الناعمة مع ابتسامة تزيح هموم الدنيا ،وكلمة تخفف من حالة الضجر والملل …اشرب حبيبي بالعافية صحة وهناء.
