اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

” قصة قصيرة ” ….لحظات في ساحة الحرب

 

_ منتظر المسلماوي

_هل انتهت الحرب ؟ 

قالها وهو يرفع رأسه بيطئ ثم ينهض متثاقلاً من بين كومة التراب في الملجأ ، صوب بندقيته من نوع كلاشينكوف الى الامام ثم تقدم بخطوات حذرة ، امعن النظر من حوله فلم يجد سوى الصمت ، صمت رهيب يمد اذرعه في ارجاء الخندق ، كانت الذخيرة واسلحة الكلاشنكوف والقاذفات والصواريخ منتشرة بشكل فوضوي هنا وهناك ، تسائل في اعماق مخيلته _ماذا لو كانت هذه البنادق آلات للموسيقى ، ترى كيف سنموت ؟ .. قذف بندقيته بعيداً كما لو كان قد اطلق حكم الاعدام عليها دون رجعة. وضع يده على جدارِ الخندق وتسلق حتى ارتفع فوق سطح الارض ، كان ينظر من حوله فوق الساتر كل شيء صامت ، هذا صباحه الاول الذي لم يسمع به صوت رصاص ولا انين جرحى ، لم يكن هناك دبابات ولا طائرات ، اخرج من جيب معطفه علبة سجائر من نوع سومر ، سحب سيجارة ووضعها بين شفتيه واحرق طرفها الاخر بواسطة عود كبريت ، سحب نفساً عميقاً من اعماقه بشغف كما لو كان يشرب نخب ايقاف الحرب ، ثم نفثه بقوة حتى تكورت غمامة بيضاء من الدخان امام وجهه .. خلع معطفه العسكري زيتوني اللون وبدأ يلوح به ويرقص فوق الساتر فرحاً بإيقاف الحرب اللعينة ، انتبه لوجود شيء داكن فوق المعطف ، نظر له مندهشاً _انه دم !! التفت الى خاصرتهِ وجد نفسه مضرجاً بالدماء ، شعر بوجود شخص ما خلفه ، التفت مسرعا الى الخلف اذ رأى جندي قد ضيع الدم المتخثر الممزوج بالتراب ملامح وجهه .. وقف الجندي امامه ثم قال .. انت لست انت بال هذه روحك .. جسدك مدفون تحت الملجأ بسبب القصف ، وهذا الصمت ليس وقفا للحرب انما خلاصك منها .. وانت الان في الساعة 6:59 ما هي الا خمسة ثواني وتنتقل الى العالم الاخر .. اربعة ثوانِ ، ثلاثة ، اثنان ، واحد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق