اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو
“شخوص في ذاكرتي “.. “نادر هدى ” الشاعر والانسان الذي لاينسى

بقلم – عماد نافع
ألتقيته عام 1993 وتحديدا في معرضي التشكيلي الشخصي الثالث . ” حمى فوق 40 م ” , في المملكة الاردنية الهاشمية – اربد , ” عروس الشمال “, عن طريق الصديق العزيز الشاعر والناقد الاردني الكبير د عبد الرحيم مراشدة , ولأنه يعشق العراق حضارة وتأريخا وشعبا , كما يعشق وطنه الاردن , صار اللقاء معه علاقة تسير كالسكة المحماة , تتعدى العلاقات السطحية والزائفة , انه الشاعر الاردني والمحامي ” نادر قاسم قواسمة ” , والملقب بـ ” نادر هدى ” – رحمه الله – وللأسف فان الاعلام والصحافة العراقية لم تسلط الضوء على منجزه الادبي ومواقفه الانسانية , لاسيما مع المثقفين العراقيين , والمتحدث واحد منهم ,في اصعب مرحلة مر بها الشعب العراقي , واقصد الحصار الاقتصادي الظالم الذي استمر اكثر من ” 13 ” سنة ,وتحديدا من ” 1990 – 2003″ , ولم يكن للشعب العراقي ملاذا سوى الاردن الشقيق ,وكان الشاعر ” نادر هدى ” ومجموعة مهمة من مثقفي الاردن على قدر المسؤولية , بعدما وفروا للمثقف العراقي مايستطيعون توفيره , وقاسموه لقمة العيش , وفتحوا بيوتهم وقاعاتهم التشكيلية ومؤسساتهم الفنية لخدمة المثقف العراقي , ليضربوا بذلك اروع الامثلة ,في الغيرة والشهامة والنخوة اليعربية . و ذاكرتي تختزن لنادر ” ابو محمد ” الكثير من الذكريات والتفاصيل الصغيرة والكبيرة ,ومن بين هذه التفاصيل , كاسيت لـ ” ناظم الغزالي ” اشتراه خصيصا لنرحل مع صوته الشجي الى الفلكلور البغدادي وأغنية ” طالعة من بيت ابوها ” , و ” عيرتني بالشيب وهو وقار ” ….وغيرها .
” نادر هدى ” اسم لم ولن يمحى ابدا من ذاكرتي ,لنبل اخلاقه ونقاء سريرته ,وشهامته , وكرمه , وشفافيته اللافتة .. “اسكنه الباري عز وجل فسيح جناته” .
وبقراء ة سريعة للنصوص الشعرية التي كتبها الشاعر ” نادر هدى “وبعد مقاربة شكل بنياتها وشكل خطابها
, ..تراه مسكونا ابدا بالحب ,ولاشيء غير الحب , ملتصق حد اللعنة بالجذور , الموروث الشعبي , البيئة ,الطبيعة , والاصالة , بعيدا عن زخرف وهذيانات الثورة الألية والتقنية , التي لاتعنى بدواخل الانسان , وانسانيته, بل تعنى بطمر الانسان روحا , وجسد , يقول نادر هدى :
أرجعوني الى ضفتي الأولى
الى خيلي وليلي
الى أبراج الحمام
الى الخبيز والزعتر
والى حوار زهرتنا , لاتنام
الى مملكة ….
ألى ارجعوني ….
الى كأس ما ساورته الظنون
الى الضفاف / الى القطا
الى الصبايا الغر أجتني ثمراتي حرا ما
أشاء
الى ( خلة ) سكنتني كبهاء الأنبياء
أرجعوني .