اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات
ثقافة الإعتذار منظومة أخلاق دينية وإجتماعية .. متى نتعامل معها ؟



” إصلاح الأشياء ”
الفنان والباحث التشكيلي/ عبد القادر الخليل /أسبانيا:
إن إرتكاب الاخطاء عيب شائع، وطلب المغفرة من سمة التواضع ، الحسد يفتح الجروح وهناك تتلوث الروح ، أنت لست على حق في كل مجال, دع نفسك تنخدع ، يجب على المرء ان يخجل إذا كانت كلماته أفضل من افعاله ، راقب عيونك كي تعرف قيمة المعذرة ، التواضع يقبل المغفرة بدون سؤال ،الغفران هو قيمة الشجعان فقط من هو قوي على نفسه يعرف كيف الإعتذار ، الإعتذار هو صمغ الحياة يمكنه اصلاح اي شيء كان ، تذكر أن التسامح لايعني النسيان أو إنكار ماحدث, بل هو إفادة الحياة الشخصية ويزيد من إحترام الذات.
” متى نتعلم نحن ؟ “
معصوم أحمد/ الهند /باحث الدكتوراه بجامعة كاليكوت-الهند :
كلنا على عجلات العمر في سفر، من العالم الشاهد إلى عالم لم نشاهد بعد ، لا ندري متى تكون الإشارة للتوقيف، ومتى تطلق آخر صفارة في حياتنا وأين؟ فعلى كل من يعيش مع الآخر أن يتمم التعامل إليه بالوفاء ويصحح الخلل بالجلل من الإعتذار ، وهذا الزمان للعلم لا يرى فيه أي نقصان ،دراسات مختلفة وتخصصات متزايدة، يحمل كل واحد منا على أكتافه أثقالا من الشهادات والكفاءات نسمع دائما انه حصل هذا على مؤهلات علمية في الطب وهذه في الهندسة ، وذلك في التكنولوجيا وتلك في اللغة والآخر في تخصصات أخرى الخ. لا فجوة ولا فراغ للترفع أو التنهد من التنفس لأجل كثرة المؤهلين ، درسوا ودرسنا كل الدروس منذ نعومة الأظفار ، ولكن لم ندرس بعد حرفا واحدا من كتاب الثقافة للإعتذار ، كأننا في هذا الموضوع صفر وعلاماتنا كذلك صفر ، نعرف أن نخطئ ونعلم أننا خطائون ولكنا لم نسحب صفحة الإعتذار وما قرأناها قط، ما الذي يجعلنا جاهلين عن هذه الصفة الجميلة، وما هو السبب المهم الذي لا نتجرأ أن نطرق على بابه؟ الذات! ‘الأنا’ أو الأنانية ، الناس في تهمة، فهي تجعلهم غافلين عن ارتداء الصفات النبيلة في حياتهم. كل واحد منا يحسب أن شرفه ونسبه ومنصبه سوف ينقص إذا قال إلى أخيه ‘أنا آسف يا أخي’ أو سيهبط الوقار منه إذا قال ‘سامحني،!’ . تفكر معي عن الصحفيين والعاملين في الإعلام، كم يرتكبون من إفشاء الأخطاء أو الأخبار المزيفة في كل يوم؟ إنهم في مبارات لنشر الأخبار الساخنة، والأدباء والشعراء والكتاب يهيمون في كل واد راجين فتح باب جديد بديع لم يسلكه إليه أحد من قبل ، لا يبالي أحد منهم عما حدث بقلمهم من جرح الجرم ،هنا في بلدنا الهند نذكر قصة، قصة عن عالم وطالب ، يوما تفقد العالم طبقه الذهبي الذي يوضع في غرفة العبادة ، يعرف أنه أخذه أحد من تلاميذه. وطلبهم أن يُحصحص السارق سرا لا علانية ، أراد أن لا يؤلم طالبه ، ولكن الطالب الذي أخذ الطبق الذهبي أتى إلى عالمه والطلاب يصطفون وراءه وأعلن جرمه واعتذر عن فعله ، إذّاك سأله العالم : لماذا أعلنت جرمك واعتذرت جهرا يا بني ؟ قال : خشيت أن يشك كل واحد منا في الآخر فيؤثر ذلك على وحدتنا فتفشل ونفشل وعلى مر الأيام أصبح الطالب عالما .
” كيفية التعامل ”
منى فتحي حامد / مصر:
ثقافة الإعتذار منظومة أخلاق دينية وإجتماعية ، يجب أن يهتم بها الجميع و يحرص عليها الأفراد في مجتمعاتنا المختلفة ، حتى ينشأ مجتمع سوي ، معتدلاً في شتى السلوكيات ، خاليا من الأنانية والتفاخر والأحقاد مع معاملة الناس بالنفور أو كأنهم غرباء ، فيجب أن تتوالد بكثرة سمة الاعتذار التي تعم المجتمعات و سائر الأوطان بالترابط و وحدة المودة مع الفِكر والثقافة و التراحم و العطاء ، فنتساءل كيف نتعامل معها ؟ هل بالانجذاب والفعل الحقيقي ، أم بالتمادي مع الرفض وتجاهل الإعتراف بأن التراجع عن الأخطاء فضيلة ، نلاحظ أن أغلب الشعوب و البلدان تسعى نحو تعزيز أدب الإعتذار في مناهجها التربوية بهدف تعليم مجتمعاتها السلوك و العادات السامية الصحيحة ، فكل منا يخطيء ، لكن التسامح والمغفرة والأعتذار والبداية الجديدة ، تعم البشرية بالارتقاء وبالتعلم ، وبالسلام والأمان إلى نهاية الدنيا ،وهذا يكون طرحا مفيدا لأبنائنا من خلال تواجد هذه القيم المرتبطة بثقافة الاعتذار بمناهجهم الدراسية المتنوعة ، التي تعمل على إثراء الحدس النقي ونمو الآداب الأخلاقية التربوية السليمة ، لكننا أحيانا تأخذنا الدهشة و التعجب من بعض الأمور المتعلقة بثقافة الاعتذار ، فالبعض يلجأ إليها عندما تتعرض العلاقات الإجتماعية إلى الإختلال وسوء الفهم ، وهذا يكون خطأ كبيراً ، فيجب عليهم أن يتعاملوا معها عند أوقات الترابط والتماسك كٓمثل أوقات التفكك و عدم النجاح ، حتى تثمر هذه الثقافة الراقية الأكثر و المزيد من تلك النجاحات في شتى المجالات بمختلف الميادين القائمة على المحبة المتعددة ، و ترسيخ روح الاعتزاز و الأصالة بمشاعر الإنسانية و الوطنية المتحابة المتآخية ، وقد ربطت هذه الفضيلة الأسرة والمجتمع بفلسفة تهذيب السلوك ، كما يصفها علماء الإجتماع و النفس ، لأنها إقرار بالذنب نتيجة إرتكاب الخطأ أو الزلل في إنتهاك منظومة القيم الأخلاقية والدينية والإجتماعية .

” فضيلة الإعتذار “
عدنان كاظم السماوي /باحث وكاتب :
ثقافة الإعتذار من الثقافات التي تسمو فوق الثقافات الموضوعية والتنظيرية ، وهي معيار الشخصية وذاتويتها وقوتها ورصانتها وصلتها بالله تعالى وما أودع في الإنسان من الخير والفضيلةوالمعروف ، والإعتذار ليس ضعفا كما يرى البعض ويعتقده بل قوة وارادة شخصانية يمتلكها الإنسان في حياته وهي جزءا اساسيا من مقوماته ، لذا تسعى الكثير من البلدان ودهاتها وعلماؤها لترسيخ تلك الثقافة في نفوس ابنائها للحفاظ على تماسك المجتمع وبناء اركانه ، فهي جزء من مناهج دراسية في المدارس والمؤسسات الدينية من جوامع وكنائس ودور عبادة تنقل للدارس تلك الثقافة ليسمو ويسلك طريق الحب والسلام ونبذ الكراهية والحقد والشر بعد إعتذار المعتذر بالخطأ وكما يقال ، الإعتراف بالخطأ فضيلة ، وقبول الإعتذار فضيلة أخرى تتناسب طرديا مع الإعتراف المذكور ، وهما فضيلتان تعززان الحفاظ على الأسرة والمجتمع ، إذن ثقافة الإعتذار ممارسة تحتاجها المجتمعات لبناء المنظومة الخلقية والقيمية وإرساء دعائم السلام والحفاظ على الأفراد ، ومن نشر ثقافة الكراهية والكبر الذي يتصف به البعض معتبرا أن الإعتذار هو ضعف وخذلان ، كما نرى أن انواعا من الإعتذار التي يقدمها المعتذرون وحسب سايكولوجياتهم وطبيعة تربيتهم ونشأتهم الأسرية المجتمعية هي من توقفنا على مدى قوة تلك الشخصيات وبناءاتها الأسرية والمجتمعية .
” سلوك حضاري ”
لطيف عبد سالم / باحث أديب وكاتب :
بخلاف ما يسود نفوس البعض من تصورٍ عن كون الاعتذار خصلة تحمل في طياتها علامات الخضوع للضعف، أو التردّد، أو التعبير عن ملامحِ الانكسار، أو الفشل، وربما الهزيمة، فإنَّ تحليلها، وتفسير أبعادها الزمانيَّة والمكانيَّة، يقودنا إلى بلورةِ مفهوم هذه الظاهرة وتوصيفاتها التي تعكس نبل الفرد وتمسّكه بالجوانب الإيجابية لمنظومةِ مُجتمعه القيمية، والتي تُعَدّ دليلًا على الحبّ والجمال الإنساني، بوصفها فضيلة تعبّر عن موقفٍ أخلاقي يتمثل بنمطٍ حسي مرتبط بثقافةِ المُسامحة. ويمكن القول إنَّ الاعتذارَ الذي يتطلب امتلاك الإنسان صفة الشجاعة، يُعَدُّ سلوكًا حضاريًا يرتبط بتقدمِ الشعوب ورقيها؛ الأمر الذي يلزم الجميع التنبه إلى ضرورة تنشئة الطفل على سجيتي الاعتذار والمُسامحة، بوصفهما شفاءً للهم الإنساني.
” قيمة التسامح ”
ميَّادة مهنَّا سليمان/ شاعرة / سوريا :
الإعتذار هو من الأخلاق النبيلة التي يصدرها شخص ما لبُبرر خطأً اقترفه بحقّ شخص أو مجموعة من الأشخاص، وربما بحقّ شعب بأكمله، فارتكاب الأخطاء هو سمة من سمات البشر، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، وللأسف لا يجيد العديد من الأشخاص تقديم الإعتذار، وذلك لجهلهم بأهميّة هذا التّصرّف وما قد يعقبه من راحة للنّفس، فقد يؤدّي عدم الاعتذار لعواقب غير محمودة من شأنها زيادة الأحقاد والضّغينة بين النّاس، وللأسف الكثيرون بدل أن يقدّموا الاعتذار، يسوّغون لأنفسهم ما ارتكبوه من خطأ بطريقة أو بأخرى، ويرون أنّ الاعتذار هزيمة، أو ضعف، أو انتقاص من مقامهم وشخصيّتهم، وللأسف ما من ثقافة إعتذار تتبنّاها المجتمعات في العديد من دول العالم، والتّسليم بأنّهم يخطئون تارةً ويصيبون تارةً أخرى ، في حين نجد أنّ الاعتذار هو أحد سمات الثّقافة في المجتمعات الغربيّة ومجتمعات الشّرق الأقصى، فهم يملكون الشّجاعة لمراجعة الذّات والاعتراف بالخطأ، وقد يكون ذلك أحد أسباب تقدّمهم وازدهار بلادهم، وكما ذكرنا فلا يقتصر الإعتذار على الأشخاص، فقد تعتذر دولة لدول أخرى قد أخطأت بحقّها واحتلتها سابقًا، كما فعلت اليابان مع دول جنوب شرق آسيا ، أنّ الإنسان السّويّ هو الّذي يقبل أعذار الآخرين ويتعامل معهم بتسامح ويتسلّح بخلق العفو عند المقدرة، وقبول اعتذار المعتذر ليس قبولًا بالأمر الواقع أو ابتلاع الإهانة، بل هو سلوك المتسامحين المنصفين الّذين يعرفون قيمة الصّفح والتّسامح أما الّذين يرفضون الإعتذار ولا يقبلون أعذار الآخرين ولا يقدّرون الظّروف الصّعبة التي دفعتهم إلى التّجاوز والإساءة فهم عاجزون عن التّسامح بسبب أحقادِهم ، وقد ورد الاعتذار في القرآن الكريم في عدّة آيات ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)﴾ ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)﴾ ويدعو عالم السُّنَّة النّبويّة د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر المسلمين جميعًا إلى التّخلّق بخلق القرآن الذي دعا رسول الإنسانيّة إلى العفو والرّحمة بمن خرجوا على طاعته: فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر»، كما ينصح كلّ مسلم بأن يقتديَ برسوله الكريم في التّخلّق بخلق العفو، ويقول: العفو عند المقدرة من الفضائل الكريمة الّتي تدلّ على نبل صاحبها وسماحته، وعلى أصالة معدنه وطيب سجاياه.
” ثقافة عالية “
نضال العزاوي / إعلامية :
كلمة الأعتذار تميز صاحبها عن غيره في طريقة أسلوبه في مبادرته ،حيث إنها توضح للمقابل مدى حلم صاحبها وكرم أخلاقه ،وهي سمة من سمات الكبار الذين يتحلون بالتواضع وألشجاعة ، وهذا يجعل من ألمرء أن يكون مميزاً عن غيره من الذين يحملون في قلوبهم الضغينة والتكبر ، كما وإن أغلب ألشعوب الواعية والتي تحمل ثقافة عالية تتحلى بهذه الصفة من التسامح ، الأعتذار ليس بالمفهوم الذي يعتقده البعض أنه تصغير لقيمة الأنسان أذا بادر هو به طالما هو المخطأ .