اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو
حين ينتصر دم الشهيد على ماكنة الموت الاحمر
في ذكرى استشهاد الولي المقدس محمد صادق الصدر " قدس "

كتب – رئيس التحرير – عماد نافع
يخطأ من يظن ان الشعوب الحية تموت ..او تقبر ارادتها للأبد ..تحت وطأة الظلم الاسود …والعراق نموذجا حيا لهذه الحقيقة .
فبعد أن أسر الصمت الحناجر ..وتلاشت لغة التعبير حيث لارجعة فيها .. وتعطلت لغة الكلام والنظر وهكذا السمع . ..( فلا كلام يعلو على كلام الديناصور والموت الاحمر ) .. حينها يكون المجتمع قد ” مات سريريا ” , حسب المصطلح الطبي, وبعد ان كان للضمير ثمنا بخس جدا, لاصحاب النفوس المريضة التي باعت نفسها للشيطان , مقابل حفنة من الدنانير المطبوعة بورق الاكياس بمطابع بيتية لاغطاء لها ! , هنا فقط لاننتظر معجزة تقع , لأن الزمن ليس زمن معجزات كما يقول الفقهاء .
ولكن الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر ” قدس” , كان له رأي اخر , وكلمة اخرى لاتشبه كل الكلمات ولا الحسابات التقليدية.
بيد انه جعل المعجزة حقيقة واقعة … وقلب المعادلة الموزونة حسب اعتقاد الجانب العلمي او الاكاديمي , وجعلها غير موزونة لهم , لكنها اكثر توازن لمعسكر الحق …حينما اعاد للغة التعبير فعاليتها وتأثيرها البالغ .. واعاد للمجتمع العراقي نبضه وعنفوانه , كيف لا , وهو يقود ” ثورة الشباب المؤمن ”.
الثورة التي اقتلعت الخوف والرعب من قلوب العراقيين جميعا , ليرسم الشباب الثائر أروع ملحمة نضالية ضد الظلم والظالمين ..حتى ان عشق الشباب للموت اقترب كثيرا من جنون “عابس الشاكري” الذي جن بحب الامام الحسين ” عليه السلام ” يوم عاشوراء .
صرخة شباب العراق الحر بوجه الموت كان لها وقع كبير في نفوس باقي شرائح المجتمع كيف لا وهم يخرجون للمنازلة الكبرى بعري الصدور امام سهام الجبابرة والقتلة , غير ابهين بالخوف او الموت الزعاف , وهم يطلقون صرخة عظيمة ..هي امتداد طبيعي لصرخة سيد الشهداء وابو الاحرار الامام الحسين ” عليه السلام ” يوم الطف : ” لا ” للطغاة المتجبرين , والمتسلطين على رقاب الشعوب .
نعم كانت ثورة الشهيد الصدر ” قدس ” ثورة ضد السكون , وضد الرقود ,ثورة من اجل الحياة الكريمة …ثورة حملت رسالة مهمة الى جميع شعوب العالم , مفادها : ” الامة الحية لا ترضى ابدا بالموت السريري ” .
وهكذا انهزم الطاغية المقبور بكل مايملك من أ سلحة الموت الفتاك , وانتصر دم الشهيد بكل عنفوانه الرباني . فسلام على الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .