اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
” اعتذار ” نص للكاتبة سناء حسين


أعتذر على شحوبي وإنطفائي..
أنا لا أستطيع أن أبقى مدهشًه وجميله دائمًا…
بكيت لا بكاء المضطره، أو الخائفه ، أو اليائسه، إنما بكاء الوحيدة..
التي فعلت مافي وسعها وما ليس في وسعها، وسعت ، ولم يبق لها الآن إلا الانتظار.
بكيت من فرط التعب هذه المرة لم تسعفني الكلمات ولم أجد يدًا تربتُ على كتفي..
بكيتُ لأني أقف في منتصف المعركة أُحارب بيدين مبتورتين …
“وبلا شك، فإنني -ووفاءًا مِنِّي- أبذل كل الجهود اللازمة من أجل التمسك بالأشياء والأشخاص
إلى آخر رمق محاولةً مني ألا يُفلتوا!
أمّا وإن أصرُّوا على الإفلات فإنني -أبدًا أبدًا- لا أُلاحقهم !
(هكذا نحنُ : أوفياءَ كُرماءَ في تمسُّكِنا، أخفّاءَ نُبلاءَ في تخلِّينا).
وفجأةً ترى أنّك بالفعل أستهلكتَ نفسكَ كُلياً ، تكلمت كثيرًا ، شرحت أكثر ، بررتَ بِما يكفي ..
ثم تأتي عليكَ لحظة وترى أنْ طاقتك قدّ نفدت ..
فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس…
ثم تعود فارغًا..
لست متأكدًا من أيِّ شيء، ولا تكترث لشيء، لا ترغب بشيء….
ولا تتمنى شيء، لا تريد حتى التحدث، ترخي يديك من كل شيء..
تهدأ، تنطفئُ، تستسلمُ..
لا أدري ماذا يسمى هذا الشعور بالتحديد..
لا أدري إذا مازال هناك شعور حتى..
أم أنَّ الفراغ وصل إلى الروح هذه المرة ..!..
فمن يعتذرُ لنا عن الندوب التي تركتها هذهِ الحياة على أرواحنا..
وعن هذهِ النيران التي أججها الحمقى بداخلنا.. وعن الحطام الذي تراكمت تحتهُ أبسط حقوقنا؟
لا أحد سيعتذر، لأن الجميع يعلم أن الأمر صار أكبر من أن يُجبَر بإعتذار..! ..
لكنّها الخَيبة ، اذا أصابت قلبًا هدّمت مشارِقه وَمغارِبه.
على الأقل يجب أن يمتلك المرءُ منا كتفاً يمِيل عليه وقتما تميل الدنيا فوق رأسه..
أن يكون لدى كل منا شخصاً واحداً قادراً على الإختباء فيه من سخافات أفكاره..
ألا يحارب الإنسان منا وحده..
ألا ينتهي يوم أحدنا دون أن يجد من يخبره كم أن قسوة الحياة كانت لتقتله لولا وجوده..
إلى التَنهيدة التي وَصلت لِلسماء ،
لعلها تعُود إلينا مُحملة بالطمأنينة .