اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو
بين طريق كربلاء وطريق الحسين مسافات فلكية

افتتاخية ” فضاءات نيوز ”
بقلم / رئيس التحرير
عماد نافع الخزعلي
يخطأ من يظن ان درب كربلاء وحده يكفي للوصول الى الله كما يعتقد الكثير من عشاق الامام الحسين ” عليه السلام ” , لماذا ؟ سؤال مهم علينا مناقشته بهدوء .
يقول الامام علي ” عليه السلام ” : ( لا تستوحشوا طريق الحق ..لقلة سالكيه ) , وهذا جواب عملي لسؤالنا الاول : كيف لايكون طريق كربلاء كافيا للوصول الى السماء . , ولكن اذا اعدنا السؤال بطريقة اخرى : ” هل يكفي درب الحسين ع – للوصول الى الله ” ؟ , الجواب ” نعم ” .
اذا مالفرق بين طريق كربلاء وطريق الحسين ؟ . اعتقد ان الفرق شاسع جدا بين الاثنين , فالاول يعني زيارتنا الى المكان دون النهج , والثاني يعني الذهاب الى النهج مهما كان المكان . وهنا يتضح الفرق بين الاثنان , ونلخص ذلك بالسلوك الحسيني , عندما نحج الى كربلاء في جميع الزيارات سواء في الأربعينية و غيرها , لابد ان نسأل أنفسنا ماهو الهدف الرئيسي من الزيارة ؟ هل هو التقرب الى الله عن طريق الامام الحسين , او اننا نذهب الى الزيارة ونتحمل جميع التحديات و الصعاب فقط لاننا نعشق شخص الامام الحسين ع , لاغير , دون التقرب الى نهجه ورسالته , ؟ .
اذا كان كذلك , فاننا لانعرف قط الفرق بين طريق كربلاء وطريق الحسين , فطريق الحسين موحش جدا لقلة سالكيه كما أخبرنا سيد البلغاء ع . نهج الحسين يعني نظافة المجتمع بأكمله من الزيف والاستغلال والكذب وسرقة لقمة عيش الفقير واليتيم , نهج الحسين يعني الصدق وتحقيق العدالة على الارض , وترك زخرف الدنيا , وكل مافيها , والالتصاق بحبل الله , والسؤال الاهم في هذا الموضوع كم زائر من هذه الملايين المتوجهة الى كربلاء يعمل بهذا النهج ؟ والجواب واضح جدا , أقل من القلة هم الذين يقتربون من هذا المعنى ولااقصد ينتهجون النهج الحسيني حرفيا , وحتى هذا الاقتراب لم يعد متاحا في زمن الفوضى والعبثية وثقافة الكره والعدوان والتأمر من اجل المصلحة الخاصة , والنفعية , او ماتسمى بالمصطلح السياسي ” البراغماتية “
مع ان رسالة الامام الحسين تعني الحب , نعم الحب والتسامح , وهي ذاتها رسالة السماء .