فضاءات نيوز – خاص
عن دار “.الذاكرة للنشر والتوزيع ” , صدر مؤخرا كتاب ” كائنات ليلية ” للقاصة والروائية سعاد هاشم , وضم الكتاب 4 قصص , يربطهم جميعا خيط واحد وهو الامراض النفسية الوراثية او المكتسبة , التي تتعلق غالبا بالسلطة الذكورية , هكذا سعت القاصة سعاد هاشم , ان توصل لنا رسالة انسانية , مفادها ان المرأة الشرقية عامة , والعراقية خاصة , تتعرض الى انتهاك صارخ لحقوقها في الحياة , فالقصة الاولى وهي الرئيسية بالنسبة المجموعة القصصية , والتي تحمل عنوان الكتاب , على مااعتقد , تقدم لنا سعاد هاشم , شخصية الزوج الذي يعاني من عقد نفسية حادة بسبب تربيته الخاطئة , وممارسات الاب السادي , الذي يسجن امه في غرفة ” بلوك صغيرة ” بدون نافذة , مع الحشرات , دون استخدام الحمام , بل يترك لها ” طست ” فيه رمل لاكمال حاجتها عند الضرورة , في الشتاء و الطقس بارد جدا , ويترك لها قطع من الخبز وقليل من الجبن , المهم انه سجن يشبه الى حد كبير السجن الانفرادي , في السجون الاحترافية المرعبة , هذا السلوك الشاذ يورثه الاب الى ابنه الشاب المتدين والقريب من شيخ الجامع , الذي حاول ان يخفيه وهو يتقدم لخطبة ” ليلى ” الضحية , ليمارس معها ذات الفعل الذي كان الاب يمارسه مع امه , لانه يمتلك فكرة واحدة لايتخلى عنها قط , وهي ان النساء جميعا خائنات , اذا تركتهن وحدهن لحظة واحدة , كما كانت تفعل زوجة ابيه التي اخذت مكان ومنصب أمه المسكينة ,التي ترزح في سجن الاب الذي يحمل في صدره صب حجري , وليس قلب ومشاعر , حيث كانت زوجة الاب تدخل عشيقها للبيت بعد خروج ابيه , وتعطيه النقود الذي يشقى بها الاب لصالح الزوجة الخائنة , هذه السلوكيات الشاذة وجدت لها طريقا سالكا لفكر وعقل الطفل , وكبرت معه , بل ترسخت اكثر بدواخله , ليفوق والده قساوة , وكل ذلك الثمن دفعته زوجته ” ليلى ” , التي وصل بها الامر ان تدعو شقيقها , لتركه يغرق في النهر دون ان يمد له يد المساعدة , ايمانا منها انه ليس انسان , بل كائن ليلي شاذ .
