اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
الفيلم السياسي ومقص الرقيب

فضاءات نيوز – بقلم علي نصار
من اهم خصائص سينما السياسة , أو الفيلم السياسي , هي مشاكستها القوية مع مقص الرقيب , عندما تلتقي السياسة بالسينما يثار النقاش بين المسموح واللامسموح , وبين المألوف واللامألوف , فهي تتجاوز احيانا الخط الأحمر كما يسمى عند معظم اللجان الرقابية ” الأمنية ” , اذا الفيلم السياسي ينظر له عادة من منظار النقد فقط , لأن الجمهور المثقف والواع ناقم على السياسة والسياسيين ، وهي السينما التي تستطيع ان تقول لا .. للظلم …لا للفساد والقهر والتسلط وهي التي تقول لا للمخططات بعض النظم الدكتاتورية في تحويل الشعوب الى قطيع من الخراف) , ويتضح من خلال عرض الأفلام ان السينمائيين اتخذوا اسلوبين لعرض هذه القضايا التي تتحكم باقدار أمم باسرها ، هي أسلوب الرمز اوالأسلوب الغير مباشر في تناول هذه القضايا وأسلوب المكاشفة او المصارحة او المواجهة وهو المعروف بالأسلوب المباشر وان الفيلم السياسي على مستوى الشكل قد يكون قريبا ومتداخل من الفيلم الاجتماعي والفيلم النفسي ويستمد أهميته من عمل الخيال في بنائيته وقد يكون السبب طبيعة القصة السينمائية والتي تجمع احداثا متنوعة ومتعددة ، من خلال العلاقة بين الفرد والسلطة من جهه ومن المؤسسات السلطوية المتهيمنة على الافراد مما يجعل تأثيرها سلبي ومحيط في احداث الفيلم وبغض النظر هي واقعية او مماثلة للواقع) .
وان السينما السياسية تجبر المتلقي الى إعادة النظر في مفهومه للسينما كفن واداة اتصال والدور المهم الذي تلعبه في المجتمع من الالف الى الياء) .
يتناول الفيلم السياسي مادة سياسية كمحتوى واحصاء ويعالجها من وجهة نظر الجدل السياسي ، معتمدا منهج التحليل والتركيب بهدف اثارة نقاش فكري وسياسي مع المتلقي على ارض الواقع الحي ، نقاش ديناميكي مشبع بروح الإعلان والتحريض .
وتعود البذور الأولى للسينما السياسية الى عام ۱۹٥٥ , تحديددا لمرحلة افلام ” جيلو بو نيتيكو ” الذي اخرج أول أفلامه وهو فيلم (جيونانا) وفي عام ۱۹۵٨ فيلم ( الطريق الأزرق الطويل ) . ومن افلام المخرج الايطالي ” فرانشسكو روزي فيلم ” التحدي ” .
ويعد هذان المخرجان رائدا السينما السياسية المعاصرة , بعدها جاء المخرج الروسي ” سيرجي ايزنشتاين ” وافلامه المدرعه بوتمكين . وأكتوبر ,
والاضراب الذي اتخذ السياسة موضوعا لافلامه من خلال الكاميرا كوسيلة لشرحها وتحليلها بغض النظر كانت تلك الأفلام تحمل فكرا دعائياً ام لا ولأنها انتجت من قبل الدولة .
ولكن في الأخر علينا أن نميز في المجال السينمائي بين الافلام التي تدعي إنها أفلام سياسية وبين أفلام ذات نمط تقليدي تراعي قواعد الصناعة .
إن الفلم السياسي أختلفت فيه أشكال وأساليب التناول من زمن إلى آخر ومن بلد إلى آخر وذلك نتيجة لعوامل شتى أهمها الظروف السياسية من خلال مدى الحرية المتاحه فإختلفت طرق وأساليب التناول ما بين المباشرة أو الإسقاط كمدخل مشروع لطرح بعض القضايا السياسية فخرجت لنا بأفلام وبإشكال متجددة وهناك ثلاث إتجاهات في الأفلام السياسية أولها إتجاه يهدف إلى تصوير الملامح الخاصة لزعيم سياسي شهير لتحديد العلاقة بين الزعيم وشعبه من خلال الأفكار والقيم التاريخية مثل أفلام حاولت تجسيد شخصيات مثل ( لينين ، ستالين وكذلك ويسلن ) وشروق كامب وبيلك عن الرئيس الأمريكي روزفلت والاتجاه الثاني الكشف عن المثالب والأخطاء المرتبطة بالأجهزة والنظم السياسية موضحاً الفساد في بعض النظم السياسية او لأفلام التي أنتجت هي فلم كل رجال الملك ١٩٤٩ .
ولا يخفى إن الفيلم السياسي ظهر في الاتحاد السوفيتي في عشرينات القرن الماضي بروائيات ( إيزنشتاين ) .
مثل ( الاضراب ومدرعة بودمكين ) الأفلام الصامتة وكذلك وثائقيات ديزياجا فيرتوف وكذلك في أفلام ميخائيل روم وسرجي بوفكيفيش في الثلاثينيات ١٩١٦ وقبلها أفلام التعصب و مولد امة وكذلك أفلام شارلي شابلن الأزمنة الحديثة والدكتاتور .
اما على صعيد السينما العربية , فهنالك افلام سياسية مهمة لعل أهمها فيلم العصفور ليوسف شاهين , وفيلم السياسي , لاسماعيل جمال , والراقصة والطبال .لاشرف فهمي , والراقصة والسياسي لأحسان عبد القدوس , والقائمة تطول .