اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

مهدي سهم الربيعي يرثي والدته : ” أيا أُماهُ عيل عليك صبري “

 

مقصراً أرثي والدتي رحمها الله ..

شعر – مهدي سهم الربيعي /العراق/
أيا أُماهُ عيل عليك صبري
وضاق بناظري عرضٌ وطولُ
ودار بيَ القضاءُ فضقتُ ذرعاًك صبري
بأحكامٍ تحارُ بها العقولُ
امثلكِ في ثنايا التربِ يُطوى
وفوق الأرضِ غيلانُ تصولُ
فليسَ لنورِ وجهكِ أن يُوارى
ولا للشمس يحجبها الافولُ
ويا للهِ حينَ رأتكِ عيني
مسجَّاةٌ ، وقد ازف الرحيلُ
تملَّكني المصابُ فعدتُ عياً
فما ادري حيالكِ ما اقولُ
وفي النعشِ التي غذَّت بياني
وألهمني نداها السلسبيلُ
وزاد تهيُّبي وازاغ رشدي
جلالُ الموت والخطبُ الجليلُ
رثاؤك مالئٌ قلبي ولُبي
وشعري عاجزٌ عنه كليلُ
فقدتُكِ يا أعزَّ الناسِ أمّاً
وما للأُمِّ في الدنيا بديلُ
فليسَ سوى هواكِ هوىً اصيلُ
وكلُّ هوىً سواهُ هوىً دخيلُ
كزنبقةِ الصباحِ ندىً وطهراً
ولكن ليسَ يعروهُ الذبولُ
عرفتُكِ ياثُريَّا الكونِ أُماً
عواطُفها بحورُ ندىً تسيلُ
جمعتِ فضائلاً لو وزَّعوها
على الدُنيا لعمَّ بها الجميلُ
فيا زينَ النساءِ وخيرَ أمٍّ
عليها كلُّ إطراءٍ قليلُ
حنانُكِ لايلمُّ بهِ خيالٌ
ولادمعٌ يفيهِ ولا عويلُ
ولَو أني وقفتُ عليكِ شعري
الى يومِ القيامةِ لا أُطيلُ
هبيني باذلاً روحي فاني
لدى جدواكِ يا أمّي بخيلُ
فنامي في ضريحكِ واستريحي
لأن حياتنا عبءٌ ثقيلُ
لئن اضحى لقاؤكِ مستحيلاً
وما يُرجى لقاءٌ مستحيلُ .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق