اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
في فنّ الرّسم العراقي / العالمي لوحة ” العبّارة ” بين قمّة التّشكيل وعمق التّخييل

في فنّ الرّسم العراقي / العالمي لوحة ” العبّارة ”
بين قمّة التّشكيل وعمق التّخييل

من بلاد الرّافديْن ، عراق المجد والتّاريخ ، من بغداد الأبيّة ، منارة الإرث الفكري والفنّي في شتّى تجلياته وأسمى معانيه الإبداعيّة تلألأتْ لوحة ” العبّارة ” في نبض ومسار الفنّ التّشكيلي العراقي وهي تسمو شكلا ومضمونا إلى التّقييم العالمي طالما تحمل في طيّاتها ملحمة تراجيديّة كاملة الأوصاف مثل عزف حزين على أوتار الموت الأبيض ، وتؤرّخ لواقع الإنسان العراقي وهو يعيش لحظة الفرحة والحزن معًا ، وتحتضن في نبضها عناوين الحزن والأسى التي كتبَتْها بالدّموع والبكاء فاجعةُ عبّارة الموصل السياحيّة في نهر” دجلة ” يوم الاحتفال بذكرى العيد السّعيد لندرك حتما أنّنا إزاء لوحة تشكيليّة تحاكي مشهدا إنسانيّا بكلّ ما في الإنسانيّة من معنى وقداسة احتضنها في حبّ محملٌ فنيّ باهرٌ أبدع في رسمه المبدع المستشكيل عماد نافع وهو بروحِ فنّانٍ صاحب رسالة وحمّال قضيّة وظّف لوحته ” العبّارة ” لترتسم مرآةً صادقةً تعكس بصدق واقعه ، وكأنّه يشارك مبدعي وطنه كِتابةَ تاريخ العراق في تشكّله الجديد من بوّابة أنّ الفنّان يجب أن يلعب دوره الرّيادي فكريّا وحضاريّا وأخلاقيّا قصد التّعبير عن أوجاع وآلام وأحزان شعبه لما تقتضي الضّرورة ذلك ، مثلما تُوحي به لوحةُ ” العبّارة ” العالميّة للفنّان عماد نافع ، و بُعداها 80 / 100، وقد رسمها بتقنية الزّيت على كانفاس باستعمال الفرشاة والسكّين في مراوحة فنيّة بين التّشكيل والتّخييل ، وكلّ من شاهد هذه اللّوحة الباهرة إلاّ وآستقرأ مضامينها ومعانيها التي تنبض منها بين الواقع والخيال إذ مزج صاحبها بين ( الحسّ ) حيث ـ السّماء والسّحب والعبّارة والماء ـ مع ( المجرّد) حيث ـ الأرواح البيضاء في الماء ـ ، لتتعانق الألوان الدّاكنة والفاتحة وتغطّي كامل مساحة اللّوحة حتّى تكتمل عناصر القصّة المأساة لدى المشاهدين ويتمتّعون فعلا بعبق الفرجة الرّاقية بوعي وفهم لتتحقّق العلاقة الجدليّة بين اللّوحة والمتلقّي في بعدها الفكري من جهة ، وفي أثرها الفنّي من جهة أخرى حيث تراءتْ لنا مزاوجة فنيّة ساحرة بين ( السّرياليّة ) من خلال جمع الخيال والحقيقة في إطار يتحدّى القواعد الثّابتة والأبجديّات بهدف التّعبيرعن حلم أو فكرة يصعب إظهارها بأسلوب واقعي و ( التّجريد ) لمّا تكون الأشكال والنّماذج مجرّدة تنْأى عن مشابهة المشخّصات والمرئيّات في صورتها الطّبيعيّة والواقعيّة . لوحة ” العبّارة ” تجرّ معها إرثا تاريخيّا لخمس سنوات مضتْ وها هي إلى اليوم تتكفّل بمهمّة رسالة إنسانيّة تراجيديّة بعَبَقٍ فنيّ باهر لمّا ارتحلتْ بين عديد المدن العالميّة التي دأبتْ على الاحتفاء بمعارض الفن التّشكيلي حيث وُثّقتْ اللّوحة بالمنتدى الثّقافي بالولايات المتّحدة الأمريكيّة ومثلها في القاهرة وطهران ، وقريبا سيتمّ عرضها لزوّار المهرجان الدّولي ببغداد لتكون شاهدة على التّاريخ الإنساني ، وهذا يحسب للمبدع المستشكيل عماد نافع لأنّه بلوحته ” العبّارة ” صنع الحدث من أجل غايات نبيلة ضمن مشروعه الفكري والفنّي الذي عُرف به ، فكونوا في الموعد لتحتفوا بهذه اللّوحة العالميّة وهي تفوح بعطر العراق العظيم وتفرض إيقاعها في تاريخها المعيش، فحتما ستستمتعون بمضامينها الفكريّة والفنيّة ، فلا تتخلّفوا .