ككلِّ النساءِ
أُعلّق أفكاريَ
على حبالِ الغسيلِ
بملاقطِ الوقت
أكتبُ لأعدّ للصباحِ
قهوةً مهيّلةً بحبرِ اللغة
أكتبُ
وأنا أُعِدُّ وجباتَ سعادة
يلتهمها طفلاي
أعجنُ طحينَ الأفكارِ
أرغفةً مخمّرةً
بعفّةِ الانتظارِ
أكتب بكُحلِ العيونِ
ووسوسةِ الظّنون
وبأقلامِ الحمرةِ
على شفاهِ الأيّامِ المتشقّقة
أكتبُ لأقلّم أظفارَ الوقتِ
وألوّن حياتي المتكسّرة
بطلاءِ الورد
فتظهر الأبجديّةُ مطعّمة
بحلّةِ الأنوثةِ الطاغية
أكتبُ في كل وقتٍ
كي لا تشيخَ فيّ
مرآة
ولا تجفَّ ذاتي المرميّة
على حدودِ الرّغبات
فلا وقت لي وللريحِ
حين تهبُّ وتعصفُ
أستكينُ مع قلمي
إن أغمضَ عينيهِ
في غفوةِ محاربٍ
أستريحُ من بناتِ أفكارٍ
لم تلد بعد
تحدثُ تصدّعاً لا توقفه
مسكّناتِ الأنا
وبنات أخريات أجهضها
كي لا تعيشَ
بشللٍ و قلبٍٍ مبتورٍ
يا صديقي..
كلانا يمارسُ وجيعَ الكتابة
كمحاربٍ لا يستريح
لا يرمي سلاحه
لا يغمضُ عينيه
لا يأمن.. لا ينام
كلانا يكتب في كلّ وقتٍ
كالقلقِ كالرّيح
تعصفُ الفكر
فتهطل لتروي
ظمأ الرّوح
بملحِ الإبداع
يستمرُ العطش
ولا نرتوي
نكتبُ لا نتعب
نغسلُ ذنوبَنا
نعلّقها بأدعيةِ الغيثِ
لتبتلَّ حواكيرَ الرّوح
حد الثمالة
عطشى
لانبثاقِ الكلمات
من شفاهِ الوقت..