اخر الاخباراقتصاديعمودقسم السلايد شو

العملية التربوية أستثمار مستدام

 

فضاءات نيوز – عبير القيسي 

جميعنا نعلم بأن الدولة تنفق ملايين المليارات في مشاريع اقتصادية ذات مردود مادي كأن تكون طرق وجسور أو تصنيع عسكري وغيرها دون أن تلتفت الى قطاع مهم وحيوي جدًا يرافقه تصخم سكاني كبير في العراق وهو قطاع التربية والتعليم رغم تصريحات مسؤولي التربية بأنفاقهم كذا مبالغ على الابنية المدرسية وغيرها من التصريحات المتلفزة في هذا الخصوص الاّ أن الواقع عكس ما يقال لأننا نعاني من تضخم سكاني واسع في كافة محافظات البلد ففي الوقت الذي كانت به تستقبل المدرسة مئات الطلبة الان وفي ظل هذه التطورات اصبحت تستقبل (1000) الف طالب في البناية الواحدة، مع أعلانات كبيرة من قبل وزارة التربية بأنها تجهزت وأستعدت وأفتتحت عدد من الأبنية المدرسية الاّ أن عددها ضئيل مقارنة مع أعداد الطلاب، لذا وجد الشطر للمدرسة الواحدة ألى مدرستين فأصبحت ذات دوام متناوب حلاً ترقيعياً للمشكلة المكانية التي يعاني منها طلبة العراق والكوادر التربوية، وهكذا نوع من الأستثمارات طويلة الأمد أستثمار عقلي وعلمي يرفد المجتمع بطاقاته العلمية والتربوية والأكاديمية لا يجب إغفاله أو التلاعب بمصيره، فكيف لي أن أخرج مئات الأجيال ذات النوع الجيد وهم لم يتلقوا تعليمهم في بيئة صالحة لألتقاط المعلومة أو أن وقت الدوام غير مناسب مع وقت تحضيره للمواد الدراسية ! في الحسبان يجب أن يؤخذ أن الأنسان الذي تتم صناعته بدءً من الطفولة مرورًا بالمراهقة والشباب أساس أعداده معلم صالح تتوفر لديه كافة الوسائل الأيضاحية لإيصال المعلومة وكافة الخبرات العلمية والثقافية لتربية جيل قادم مُعد أعداد صلب يتحمل ضغط عمل ويستوعب مواد أكاديمية تؤهله لأختصاص ما ، وفي خضم الحديث عن تزويد المدارس بمعدات تربوية من كتب ومقاعد دراسية الاّ أن هذا لم يلبي الطموح وبقي الطالب العراقي مطالب بحفظ وفهم منهج لم يتوفر كتابه لديه، كذلك قلة المرتب الشهري للمعلم وضعف الحوافز المعنوية الاّ ما ندر من شهادات شكر وكتب تقدير لما يبذل من جهود متفانية له أثره السلبي على نفسية المعلم وبالتالي له تأثيره على فن اثراء الطالب بالمعلومات العلمية المفيدة ، في الحقيقة اتسائل لمَ لم توفر التربية مستلزمات كافية للطلبة وهم الأجيال القادمة لقيادة العراق؟ لمَ التقصير في اعداد النشأ الجديد، هل الأسباب مادية أم اسباب اخرى نجهلها؟ وبالتالي هذا يضع المعلم في حرج دائم فهو مطالب بأتمام المنهج بوقت قياسي ومن جانب آخر يصعب على الطلبة توفير منهجهم فليست كل العوائل تمتلك المال لتشتري الكتب المنهجية من شارع المتنبي! هذا المخاض العسير لانتاج طاقات جديدة ترفد المؤسسات بدماء جديدة لتدوم عجلة الحياة بشكل سليم ومتكامل، إذ اعداد الفرد يبدأ من خلق بيئة تعليمية متطورة ومريحة وآمنة لكل من المعلم والطالب ، وفي مستهل المقال ونحن لا ننتقد ضعف وزارة التربية في توفير مستلزمات دراسية كافية للطلبة لكن هناك طرق أخرى لمعالجة المسألة هذه كأن يكون البناء من قبل مستثمرين رجال أعمال والعائد اليهم أن تسجل البناية بأسمائهم أو كأن تكون في صيغة تبرعات من المتمكنين مادياً والمردود هو تعليم أبنائهم وتنشئتهم تربويًا في بيئة حاضنة، والعديد من الحلول نضعها نصب أعين الوزارة لكن هل هناك من يستجيب؟ هل هناك من يتعاطى مع حلول آنية ومثمرة وسريعة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق