افتتاحية – فضاءات نيوز
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
في افتتاح احد معارضي التشكيلية الشخصية في بغداد وتحديدا معرضي التشكيلي الرابع ” من ثقب الفضاء ” , زار معرضي متذوق تشكيلي فرنسي يدعى ” اوجين برنارد ” يكتب الشعر ويمتهن التصوير الفوتوغرافي ايضا .
سالني : متى يتوقف دولابك الدموي في اعمالك الفنية ياعماد ؟ .
وللحق كان السؤال مفاجأ و صادما لي , المهم اني اجبته بذات الطرح الجريء والمباشر الذي طرحه علي فقلت له : كيف يكون لفنان رسام اصيل ان يقود انفعالاته الساخنة والمتشظية نحو لوحة باردة الخطوط والالوان ساذجة التفكير ؟
كيف يكون لرسام خرج من رحم أمة تنزف وجعا ودما منذ وجدت على وجه الخليقة , تعشق جراحاتها وتحنوا عليها حد الموت ..ان لا يرسم مطرا احمرا ’ وبقايا خرق بيضاء وكافور وماء ؟
كيف يكون لفنان اصيل ان يحبس نفسه في انبوبة مختبر معقمة جدا , وبكتريا التعفن تضج من بقايا اشلاء لاطفال رضع ونساء بلا اثداء , وشيوخ تيبست أوردتهم من سعير الانفجارات ؟
كيف لفنان لايملأ مساحة لوحته باللون الاحمر , وبراكين الدم تغطي الارصفة والشوارع ؟
كيف يقول لا احب اللون الرمادي ورماد الحرائق يلتحف به بدلا من البطانية العسكرية التي لم يتبقى منها سوى خيوط متفحمة ؟
ان الفنان المسلم الحقيقي , هو الوريث الشرعي لكل هذه الاحزان ..ياسيدي , فمنذ الف ونيف والدولاب الدموي يدور …ويدور …واقعة الطف لنا وليس لكم , فواجع كربلاء تعود اليوم من جديد , ليس لديكم اطفال تذبح مثل عبد الله الرضيع , ليس لديكم حسين ينحر , ولامساجد تتفجر , بفعل مكيدة الطائفية التي صنع خيوطها اسلافكم الملوثة اياديهم بدماء الابرياء ..ليس لديكم اطفال يعانقون السماء بلا وريد ..
ومزرعة الموت تكبر , وتطلب المزيد ..المزيد ..
كل شيء عندنا مجنون ..مجنون ..في امتي الذئب يعزف قيثارة ..والعازف يعوي , وتسالني عن النزف الدموي ؟!.
ماقلته قبل عقدين من الزمن هو مايحصل اليوم في غزة ولبنان وبعض الدول العربية الاخرى , ويستمر الدولاب الدموي .هل عرفت الان ياسيدي ؟ .
