اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
التشكيلية التونسية ” زهراء حريزي ” تسمع للوحاتها صدا معاصرا في سماء الإبداع التشكيلي

فضاءات نيوز / بقلم – عماد نافع
تحاول الفنانة التشكيلية التونسية المجتهدة زهراء حريزي ,الفائزة بالجائزة الاولى في مسابقة ” ألوان الارادة من رحم الابادة ” ضمن الملتقى التشكيلي , الذي أقيم مؤخرا في جزيرة جربة التونسية , أن توظف ملكات أفكارها بمختلف الأساليب البحثية لجمع خطوطها الرشيقة على ورق التخطيطات , المنفذة بأقلام السوفت , والرصاص , واقلام التحبير , بتنظيراتها الحسابية الثلاثية الأبعاد في أبتكار العديد من الأعمال الصغيرة الحجم ” المصغرات ” ، المتنوعة المواضيع , بأسلوبها الفني المعاصر الذي يجعلها الاستغناء عن الالوان الزيتية او الاكريلك وبقية الالوان الاخرى ببراعة الخطوط والكونتراكس ,” تدرج اللون الاسود والابيض , لتوليد الوان اخرى مشتقة منهما. ضمن مجموعة اعمالها الأخيرة التي تستعد من خلالها لأفتتاح معرضها التشكيلي الشخصي الاول في تونس الفن والثقافة والابداع .
و كما هو معروف أن الخطوط هى العنصر الاساسي في التعبير الفني , لهذا استثمرت التشكيلية زهراء خطوطها كقيمة جمالية وتعبيرية تطرح نفسها بقوة منذ اشتغالاتها الاولى على ثيمة مواضيع أنسانية مختلفة تتناغم مع الخير والشر.. الموت والحياة .. التحدي والثبات , وتميزت زهراء بتكنيكها العال في استغلال فضاءات اللوحة , وكيفية التفاعل مع الفراغ في تركيبات لها ابعادها الفلسفية والرمزية والتعبيرية , لتشكل بذلك كتل
” وفكرات ” بعضها واقعي وبعضها الاخر تجريدي , للوصول الى ثيمة تخدم الموضوع المراد طرحه .
كما عمدت حريزي بأعمالها التشكيلية الجريئة من تشكيل تجربة او هوية لها بصمتها الخاصة , ولانها تكتب الشعر , وتميل الى الكلمات , تسمع للوحاتها صوتا ثالثا , او صدا مغايرا في سماء الإبداع التشكيلي ، لاسيما في أعمال : ” طيفك لن يغيب ” هذا العمل الذي يقترب كثيرا من الخط الصوفي ,في عملية البناء التشكيلي ففي العوالم الصوفية لا تسلك مسارات النشوة لبلوغ الذروة ، والمعروف ان الصوفية هي مذهب في المبدأ الابداعي والجمالي الفني المعاصر . وفي لوحة ” رجل داخل دائرة ” عمدت زهراء حريزي على استثمار مخيلتها الشعرية , ومساحة الصور فيها لتخلق لنا سيناريو فني لرجل رسم لنفسه دائرة , ووضع نفسه فيها حائرة .
ولوحة ” راقصة البالية ” التي كتبت عنها الشاعرة التونسية القديرة منيرة الحاج يوسف بعض الابيات الشعرية ومنها :
على أطراف أصابعها
دارت دورتين
ابتسمت مرتين
ثم رفعت رأسها
تعانق الأقمار
كي تراك
تسير فوق خط الريح
فتمطر غيمتها
ويبرأ قلبها الجريح .
وأعمال أخرى مثل , لوحة ” صلوات في هيكل الحب ” و ” الحصان الهارب ” و ” سنزرع من جديد والزمن كفيل بالانبات ” و ” قيود في حضرة الموت ” و ” الصبي ” و ” بين زوايا الذاكرة ” و ” انعتاق الروح ” و ” بعد الافق سنلتقي مع الشمس ” , واعمال أخرى نفذت بالالوان المائية مثل ” حنين الطبيعة ” , بالاضافة الى عملها الزيتي المميز ” صرخة غزة ” الذي نفذته باسلوب الكولاج , وحصد الجائزة الاولى مشاركة مع لوحة الفنان الجزائري القدير ” هاشمي سعيد ” . ننتظر من التشكيلية زهرة حريزي اعملا مهمة أخرى في سعيها لتحقيق بصمة مهمة على صعيد اللوحة التونسية والعربية .