اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

قراءة الناقد محمد النبالي لقصيدة الشاعرة التونسية منيرة الحاج يوسف ” أنا المنيرة ” 

أنا منيرة  ….

شعر – منيرة الحاج يوسف – تونس 
أشرع أبواب قلبي للعابرين
أستقبل غربتهم
أرمم ما تداعى للسقوط
من جدران أرواحهم
أرتق ثقوب عباءاتهم الرثّة
أجلس على قوارع الطرق
أوزع أطباق الحب للجياع
أسكب نبيذ مواساتي في آذانهم
أرتب دفاتر أحزان الغرباء
أقدم للريح الصرصر العاتية
قرابين لتتلطف بأشجار الرصيف
وللشمس الحارقة أعلق تمائم
لترحم الأجساد المنتشرة على ظهر الطرقات
تبحث عن ملجإ، عن خيمة للنوم
وعن رغيف به تقتات
وعندما يغضب البحر
أسكب فيه من دمعي ليهدأ
أنا المنيرة
أحب البر والبحر والنهر
أحب الشجر والثمر
أحب جميع البشر
أركض في دروب العشق
أنثر بذور محبتي
أسقيها بماء نقائي
فيصفعني الجحود
أنا المنيرة
أنير أفئدة ملتاعة
قست عليها الحياة
شردتها في متاهات الغموض
بلا هوادة
وأسأل
إلام يتناحرون؟
حتام بأنسابهم وأعراقهم وأديانهم
يتشدقون؟
أنا المنيرة
كل الألوان ربيعي
والإنسانية مذهبي
ويوم الحشر شفيعي
الناس كلهم إخوتي
وخصال المحبة والتسامح
فخري ونخوتي .

………………         …………………..

قراءة الشاعر محمد خالد النبالي لقصيدة الشاعرة منيرة الحاج يوسف ” أنا المنيرة ” 

.الشاعر محمد خالد النبالي 
لقد تملكني الإعجاب بجمال وعمق كلماتك في نصك الذي يحمل عنوان “أنا المنيرة”. تتجلى في أبياتك روح الإنسانية والتعاطف، حيث تأخذين القارئ في رحلة مؤثرة عبر تجارب الغرباء وآلامهم، مُعبرةً عن رغبة نبيلة في مد يد العون والحب لكل من يحتاجه.
تصويرك لنفسك كمنيرة يرمز إلى الأمل والنور في عالم يعاني من الظلام والعزلة. إن عبارتك “أصطنع الحب للجياع” تعكس التزامك بالإحاطة بالمحتاجين ورغبتك القوية في التغيير. كما أن استخدامك للصور الشعرية مثل “تنثر بذور محبتي” و”أسكب فيه من دمعي ليهدأ” يعكس حجم التعاطف الذي تحمله في قلبك، مما يجعل القارئ يلمس النداء الإنساني الذي تروينه.
تتناولين موضوعات قد تبدو شائكة مثل الصراعات العرقية والدينية بأسلوب شاعر يشع بالأمل، حيث تتساءلين عن الجذور التي تقود الناس إلى التناحر. هذا الخطاب الشجاع يدعو للتفكير في قيم الحب والتسامح التي يجب أن تسود في مجتمعنا.
أنتِ بلا شك تجسدين في كلماتك رسالة إيجابية وعميقة عن الأخوة الإنسانية وضرورة المحبة، مما يجعل قلمك منارة تُنير دروب الآخرين. أعتز بقراءة أعمالك المليئة بالإيجابية والأمل. خالص احترامي وتقديري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق