اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
نهرٌ.. وصوتٌ.. وسعادةٌ تمضي!!.. للشاعر والاديب القدير شوقي حسن

نهرٌ.. وصوتٌ.. وسعادةٌ تمضي!!
شعر – شوقي كريم
يستيقظ دجلةُ على مهل،
يهزُّ كتفيه من بقايا الليل،
ويمضي..
هادئًا مثل حكيمٍ سومريٍّ يعرف دربه،
لا يلتفتُ إلا لظلِّ نخلةٍ تغسلُ وجهها بالندى،
ولا يشتكي،
حتى حين يسرقُ الطينُ ملامحه.
هناك،
في البعيد القريب،
تتسللُ فيروزُ من نافذةٍ لم تُغلق تمامًا،
تحملُ صوتها كما تحملُ الأمُّ حكاياتها،
تفرشُ ضوءها على الأرواحِ المتعبة،
تمسحُ عن الأعينِ صدأ الحزن،
تخبرنا أن الخيرَ ممكن،
أن الحبَّ لا يزالُ يضيءُ كما مصباحِ جدّاتنا،
أن السعادةَ ليست حلماً،
بل يداً تمتدُّ في الزحامِ لتمنحَ وردة.
افتح نافذتك،
خذ نفسًا عميقًا من صباحٍ نظيف،
وامضِ كما دجلة،
بهدوءِ الواثقين،
وسلامِ مَن أدرك أن النورَ يبدأ من القلب. ..،
لا تنتظر معجزةً من الغيم،
اصنع مطرك بيديك،
ارسم على وجه النهار ابتسامة،
العالم يحتاج إلى من يضيء زواياه،
إلى من يغرس في يبس الأرصفة وردةً،
إلى من يؤمن أن الخيرَ طريقٌ،
وأن الطريق يبدأ بخطوة.
كن مثل نهرٍ لا يشيخ،
يتجدد كل صباح،
يحمل في أعماقه سرَّ البدايات،
ووهج الحكايات،
يمضي.. لكنه لا ينسى،
يسير.. لكنه لا يتوقف عن العطاء.
وفي البعيد،
تظل فيروز تنشد للحب،
للشمس التي تتسلق الجدران،
للصوت الذي يطرد الخطايا،
وللأمل الذي يولد كل يومٍ من رحم الفجر،
فكن أنت الفجر.. أنت الأمل!!