اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

مرثيّة إلى جواد محسن (منير)!!

مرثيّة إلى جواد محسن (منير)!!

 

بقلم – شوقي كريم 

 

لا أحدَ يُمهِّدُ لرحيلهِ بهذا الصمت،

لا أحدَ يتركُ البابَ مواربًا لريحِ الفقدِ
ثم يرحلُ خفيفًا
كما لو أنهُ لم يُوجِعْ أحدًا قط.
أخي…
وصديقي…
يا رفيقَ الطينِ
وحاملَ أسئلتنا إلى ليلِ العالم،
أين نضعُ الآنَ خرائطَ ضحكتك؟
أين نُخبئُ النورَ الذي كنتَ تنثرهُ
حين تضيقُ بنا الجهات؟
كُنتَ تسيرُ كمن يعرفُ الطريقَ إلى الله
لكنّهُ يؤجلُ الوصولَ
كي يُصلحَ قلبًا هنا،
أو يُواسي تعبًا هناك،
أو يُنصت لحزنٍ لا يُفصحُ عنهُ أحد.
أيها الزاهدُ
يا منيرُ الحيرةِ الجميلة،
غرفتَ من أعماقِ روحكَ
تُبلّلُ وجودكَ بالشّكِ الطيّب
وتركضُ في براري الأسئلة
دون أن تتعب…كيف استطاع الموتُ أن يقنعك بالغياب؟
كيف سكتَّ، وأنت من علّمتنا
أن لا نسكتَ عن وجعِ الحقيقة؟
يا أخي،
ليس في هذا الرحيلِ عدلٌ
ولا في الفقدِ حكمة،
لكننا نتصبّر،
نمسحُ دموعَنا بكلماتِك القديمة
ونعلّقُ صورتكَ على جدارِ الغياب
كأنها نافذةٌ
نطلُّ منها على شيءٍ يشبهك
ولا يُشبِه الموت.
سلامٌ عليك،
أيها الذي مشى في الطين
كأنّه يسيرُ في قصيدة.
سلامٌ عليك،
ما بقيتَ في الذاكرة،
وما بقي في القلبِ هذا الألم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق