اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
” من مفكرتي الفنية ” جواد محسن…..وفاتك ألمتنا كثيرا

من مفكرتي الفنية
جواد محسن…..وفاتك ألمتنا كثيرا
قحطان جاسم جواد
فراق الاحبة والاصدقاء المخلصين يعذبنا سواء من الاهل او الاصدقاء المقربين…وكان اخر من التحق بهم الفنان الدكتور جواد محسن…الذي المنا كثيرا بموته.جواد محسن لم يكن صديقي بحكم مهنتي كصحفي يمتلك علاقات طيبة مع معظم الفنانين,بل كنا اخوة واصدقاء لانفترق الا في الايام الصعبة وما اكثرها في العراق.جواد كان يمتلك صوتا عذبا وامكانيات كبيرة اهلته ليغني اغنية من ليه الصعبة جدا وهي اخر ماغناه محمد عبدالوهاب التي كان يعد اللحن للفنان عبدالحليم حافظ,وظل اللحن قابعا في الادراج بعد ان غيب الموت عبدالحليم.ثم غناه عبدالوهاب بصوته في التسعينات من القرن الماضي..واستطاع جواد محسن ان يغنيه باقتدار وبأمكانية يحسد عليها. وقدم الاغنية جواد محسن في مركز صدام للفنون سابقا حين كانت تديره الفنان الراحلة ليلى العطار.وقدمه في الامسية الزميل فلاح المشعل وعزف معه الفنان الرائع وليد حبوش المذيع ومعد البرامج الموسيقية في قناة الرابعة اليوم,وهو يقدم ثقافة موسيقية مكثفة في برامجه.كذلك قدم الناقد الراحل عادل الهاشمي محاضرة عن صوت جواد والاغنية الرائعة من غير ليه امتدحه كثيرا لجواد وامكانياته الكثيرة التي اهلته لغناء رائعة عبدالوهاب. وقد كتب عن الاغنية وعن جواد موضوعا في مجلة الف باء اشيد بصوت جواد ومقامرته الكبيرة بغناء هذه الاغنية الصعبة,لكن المغامرة نجحت وحصدت التصفيق غير المحدود من الجمهور المثقف من الحضور.ومن هنا بدأت علاقتي بجواد وازدادت قوة مع الايام,وكان يزور غير مرة في الاسبوع وكنت لاابخل عليه بنشر اللقاءات والاخبار عنه في الف باء وفي المواقع الاخرى التي كنت اعمل بها. كل تلك الخدمات اقدمها لجواد لسبب مهم جدا هو اني كنت مؤمنا بقدرات وصوت هذا الفنان,وكنت اشعر انه يعيش غبنا في الاعلام او في مؤسسته الاذاعة والتلفزيون. واذكر اني سألت شيخ الملحنين الفنان الراحل طالب القرة غولي عن رأيه بجواد فقال انه فنان راقي ومن اثقف الاصوات الغنائية ويبحث دائما عما يطور نفسه وصوته الجميل وهي ناحية مهمة في قبولي التلحين له. وهي شهادة كبيرة من ملحن كبير.كذلك كان الناقد الفذ عادل الهاشمي يشيد بقدراته وصوته وكتب عنه غير مرة بهذا الخصوص
جواد لم يكن صديقي حسب كما قلته انفا ,بل اخا عزيزا. يشاركني حزني وافراحي,وغنى في كل المناسبات التي صادفت عائلتي واخرها في عرس نجلي محمد حسث غنى جواد مع الفنانة اديبة وامتعنا لاخر الليل,رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها بغداد في عام 2014. وظلت علاقات تنضج وتستمر الى يومنا هذا مؤطرة بالاحترام والتقدير.واذكر ان رئيس تحرير مجلة الف باء الرائع امير الحلو كان يقيم حفلا خاصا في مكان ما هو واصدقاءه وكان يطلب مني الاتصال بجواد لان صوته تطريبي وليس طربكة كما نسمع شباب اليوم واتصل بجواد ليحضر الامسية. كنت اقول له ياخي صرت دكتور الا تتزوج وتنتهي حياة الزوبية,فيقول انا حب فتاة دكتور لكن حدثت مشاكلل بيننا ومازلت احبها,لكن يبدو ان هناك شيئا في الافق لم يفصح عنه جواد بخصوص الزواج رغم الحاحي الشديد عليه. وكنت انصحه كثيرا بعد القصرة ان يجري عمليه لاصلاح الشرايين امتعبة لكنه كان يخاف فظل على علاج الادوية التي لم تفلح في علاجه التام.. الله يرحمك ياجواد تركت جرحا غائرا في قلبي المتعب والمتني كثيرا.