اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

زهرة الروح: حين تكون المرأة أفضل نسخة من نفسها

زهرة الروح: حين تكون المرأة أفضل نسخة من نفسها

 

فضاءات نيوز –  بقلم: دنيا صاحب – العراق

 

في أعماق الوجود، حيث ينفصل النور عن الظلام، وتسمو الروح فوق الجسد، تولد أسمى صور الإنسانية. المرأة، هذا الكائن الذي تتجلى فيه نعمة الخلق ومهابة الوجود، تجمع في كيانها بين الرحمة والقوة، واللين والثبات. ليست مجرد صورة تُعرض، ولا دورًا اجتماعيًا يُفرض؛ بل هي جوهر فريد يعكس تجليات النور الإلهي. وما إن تبلغ حقيقتها العليا، حتى تصبح مرآةً للعالم، تنعكس فيها الأبعاد الروحية والجمالية بأبهى صورها.

المرأة النقية، الطاهرة القلب، حين تبلغ ذروتها الروحية، لا تعود انعكاسًا لما يحيط بها، بل تصبح محورًا كونيًا يضيء دوائر الحياة من حولها. هي التي تُنصت إلى دقات قلبها، وتنسجم مع صمت الكون، فتدرك أن قوتها لا تكمن في الهيجان، بل في السكون العميق والتواصل مع العوالم الخفية. تتجاوز سطحية المظاهر، وتتقن فنّ التوازن بين الجسد والروح، فتواجه التحديات بروح لا تأفل، لا تعرف الانكسار.

وفي سعيها نحو الاكتمال، تدرك المرأة أن الرقي والنماء الروحي والثراء الفكري لا يُمنح، بل يُستخرج من عمق التجربة، عبر تنقية الروح من شوائب الدنيا. تعلم أن الجمال الحقيقي ليس قشرةً تُبهِر، بل إشراقًا داخليًا ينبع من التناغم بين الروح والنية، والقلب السليم، والعقل المستنير. فالحياة في نظرها ليست مسيرةً خارجية، بل رحلة نحو الذات، نحو اكتشاف جوهر الوجود، وبزوغ الوعي الكوني.

المرأة المسلمة بحق، حين ترتقي إلى نسختها الأسمى، لا تُقيّدها نظرات المجتمع، ولا تحكمها أعين الآخرين. تتحرر من التصورات المسبقة، وتغوص في بحرٍ من الحكمة المتدفقة من أعماق روحها. تكون كما هي: في صدقها، في كلامها وأفعالها، تبني على ذلك شخصيتها المثالية، وتغدو أفضل نسخة من نفسها. نورًا ينير دربها ودروب الآخرين، دون تكلّف ولا تصنّع.

وفي لحظات التجلّي العرفاني، تدرك أن جوهر القوة يكمن في الصبر، والعطاء، والحب الذي لا ينتظر مقابلًا. تفتح قلبها لما هو نقي وجميل، وتُزهر من روحها أزهار النور والطمأنينة، فتغدو شاهدةً على تحوّلها من كيانٍ عابر إلى مصدرٍ دائمٍ للسكينة والسلام الداخلي.

المرأة المتنورة، حين تنفتح على أفق الروح، تصبح أكثر من إنسان يمر في مجرى الزمن؛ تصبح رسولًا للرحمة، ودليلًا لمن تاه عن جوهره. تضيء كمصباح الهُدى لنفسها أولًا، ثم لمن حولها، في عالمٍ هو بأمسّ الحاجة إلى دفء الأنثى المؤمنة، العارفة، الشفافة.

وفي النهاية، فإن المرأة التي تصبح أفضل نسخة من نفسها، هي التي تحافظ على فطرتها، وتشرب من ينابيع الحكمة العرفانية، وتعيش في وفاقٍ مع ذاتها العلوية. هناك، في أفق التوازن، يكمن سرّ جمالها، وحقيقة عطائها، وخلود حضورها في هذا العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق