اخر الاخبارثقافة وفنون
التشكيلي رياض الخزرجي .. البُعد اللوني في خفايا الحزن وبارقة الأمل

قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز
أحاطت منجزات التشكيلي رياض الخزرجي ،بعذوبة اللون أينما يكون ،وتناثرت أحاسيسه معها كعطر القداح ،فهو فنان واقعي لا يصطنع الحدث ،وإنما يبحث عنه من واقعه البيئي ،لانتمائه إلى قرية فلاحية في قضاء الدجيل ،ظلت جداولها تغفو بخاطره وهو يحمل أسرارها ،لتستفيق على لوحات مثمرة كانت ما بين المدرسة السريالية والواقعية التعبيرية ،فالبساتين والبيوتات الطينية وحركة المزارعين نالت حضورها المتميز في لوحاته.
ضرورة التمرد
الفنان (الخزرجي)كان غالبا ما يسعى إلى شخصياته التي يتناولها،والتي هي أدواته المعبرة أصلا،ولكنه وبالمقابل أيضا عمّد إلى أسلوب مغاير لجيل محافظته صلاح الدين ،وباتجاهات جديدة تقودنا إلى أصوله الفنية ،التي أستوحاها من دراسته الجامعية للفنون الجميلة ،ليسعى بها من سيطرة شعوره التلقائي والذي نقصد به ،إن يترك فكره ويده دون تخطيطات مسبقة أو عشوائية، بل كانت نتيجة إشتعال جذوة إحساسه العميق ،وأكتسابه أسلوبا جديدا في التعبير من خلال جمالية اللون وعمق اللوحة موضوعها.
نموذج تشكيلي
ولأجل تقريب فكرة موضوع قرائتنا النقدية عنه،فأننا سنتوقف عند لوحته المنشورة هنا ،والتي قال عنها :أنها تمثل العراق ،والكتل اللونية فيها تشير إلى فسيفسائه البشرية المتنوعة ،بمختلف إنتماءاتهم القومية والمذهبية ،التي تناثرت نتيجة جرم الدواعش وظلامهم الدامس ،لكنه سيبقى حتما أملا لا يخلو من حزن شفاف ،وإنتماء لوجع هذا الوطن بأن قمر الأمل سيشرق من جديد.
نضوج الأسلوب
هنالك رؤية واضحة عند كل تشكيلي للشروع في إنجاز لوحته ،بإعتماده على عدة إتجاهات تعبيرية وحسية في اللوحة ،ولذلك ما جاء به التشكيلي رياض الخزرجي ،كان رأس ماله على مدى علاقته الإجتماعية مع بيئته بكل أبعادها وحدودها ،لينطبق عليه قول أحد الفلاسفة (أن المجتمع الذي يفقد حقوقه هو الذي ينجب أعظم الفنانين) وتجربته غنية في تكوينها اللوني مثيرة التساؤل في إتجاهاتها لمدارس التشكيل ،هكذا إذن إستخدم اللون وجها للحزن والأمل ،ضمن مساحة حيوية تتؤام مع ما يمتلكه من مخزون كبير ،يرتكز على مفاصل فكرية ومعرفية دائب عليها،في أن تكون الضامنة الفنية له ،ولذلك فإنها مغامرة تشكيلية إسترسل في إيقاع موضوعها ،لتترك المتلقي بقراءات تزداد حساسيتها وعذوبتها كلما شاهدها،لأنها تجاوزت الصلح مع نفسه والإيثار لنصرة قضايا مجتمعه.
التشكيلي في سطور :
شارك في معرض القاهرة الدولي الأول /الدورة الرابعة لعام 2018،ينتمي إلى عائلة فلاحية من إحدى قرى قضاء الدجيل /محافظة صلاح الدين ،يرسم الطبيعية وله معارض شخصية في قاعات الأنشطة المدرسية ،وهو معلم جامعي بكالوريوس فنون جميلة جامعة بغداد /تشكيلي فرع النحت ،وبكالوريوس تاريخ ودبلوم لغة إنكليزية.