ثقافة وفنون

سمر التميمي : اللون حينما يكون متنفسا للشعور الإنساني

 

قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز

تميل العلاقة في إستخدام الحمامة البيضاء ،لدى العنصر النسائي التشكيلي ،إلى ماهو أشمل من بُعد جمالي وفني من جهة ،وبين ماهو كحالة من التعبير النفسي من جهة أخرى التي كانت ملازمة التوظيف وعلى مر العصور ،ولقد خضع هذا الإستخدام إلى تاؤيلات ورؤى متباينة وفلسفية معاصرة ،وطرحت خلالها بعض الآراء التي لم تصل إلى فهم هذه العلاقة ،ولكننا سنتوقف اليوم أمام تجربة التشكيلي سمر التميمي ،فلقد استخدمتهما لتتناغم والبراءة والجمال الذي تتمع به المرأة كأداة تجميلية ومعنوية توحي في الكثير من مفرداتها ،على إنها لغة خطاب جديدة تبقى متصلة بالحس الجمالي والقدرة على التعبير ،بل كانت مكونا أساسيا بتحريك التفاعل والرؤية الفنية المتلقي.
التشكيلية في سطور
سمر التميمي
من بغداد طالبة في كلية الفنون التطبيقية قسم تصميم داخلي ،تعشق كل شي يخص الفن الرسم والتصميم بكل انواعه،ولديها العديد من المشاركات والمعارض وبازارات فنية في بغداد والمحافظات. شاركت في برنامج المواطنه الفاعلة الذي أقامه المجلس الثقافي البريطاني الاكتف ستزن ولديها هواية في تصميم وخياطة الازياء،انشأت صفحة لتصميم الأزياء تسوق فيها اعمالها، باعتباره مصدر دخل لها وتحب الاعتماد على نفسها، وطموحاتها واحلامها كثيرة وكبيرة جدا،أولها ترك بصمة في المجتمع وان يكون لي اسم وماركه معروفه ،وتسعى ان تكون قدوة لاولادها وكل فتاة تريد تحدي الظروف وتحقيق احلامها.
رموز جديدة
لقد ضمّنت سمر التميمي ،في خطابها التشكيلي ،قيما فنية استطاعت ان تحاور المتلقي بطريقة عفوية وناجزة المعنى ،باستعانتها بالخطاب المرئي للمنجز السريالي ،لأنه يحمل الكثير من القراءات والتأمل ما بين المزج المدرسة السريالية والرمزية والتعبيرية في آن واحد ،حيث قالت عن عملها:هذه اللوحة تمثل المرأة التي تتحدى كل الظروف الصعبة،لتبقى مرفوعة الرأس ،والحمامة التي على كتفها تعني لغة السلام والنقاء.
أجل لقد صرحت التشكيلية سمر التميمي ،على ترجمة شعور المرأة وعواطفها وهي تحاول إلقاء الضوء على معاناة المرأة بشكل عام ،توظيف جدير بالاهتمام بكل ما فيه من معنى ،ليشدّك إلى الوقوف عنده وقراءته أيضا ،لأنها جاءت عبر تحليل ورصد إجتماعي دقيق ،استطاعت وبكل مهنية من المزج بين العقل والمنطق ،وهو أسلوب تنساب مشاعره ومعاينة الإنسانية دون تمزق أو غياب.
رؤية صامتة
هذه الطريقة التي جاءت بها سمر التميمي في الكثير من أعمالها ،تنم على مدى تفاعلها وتجانسها مع المجتمع ،والتي تعتمد على الرصد والتأثير ،ولاشك أنها استطاعت إلى أن تقودنا نقطة التحول في تجليات أعمالها ،لتقدم لنا لوحات استطاعت إن تتجاوب معه بقدرتها عل التكنيك من جهة ،والحوار الصامت الذي يحمل قلقا وترقبا ،وهو تعبير في غاية الدقة والعمق لما يمتلكه صدق وخيال خصب ،ورغم قلة حضورها لفعاليات المتنبي بحكم ارتباطها الوظيفيلكنها استطاعت أن تحتل مكانة متميزة واختيارات غنية ورموزها المكونة للأشياء ،لتذكرنا بالرسام العالمي بيكاسو ،وهو يرسم حمامة السلام عام 1954والتي اسنتدت لتكون رمزا السلام العالمي ،وراية تشكيلية قد سلمها إلى حفيدته العراقية سمر التميمي ،لأنها ترجمت حسن الفني في عملها ،ولتنطلق به نحو الإبداع والعالمية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق